"ما دام فى الآفاق عصافير وريح لن يسكت السياف صوتًا جريح، وإن حرم العشق يظل الحلم حرًا يظل أغنية بلا سجان"، فور سماعك هذه الكلمات سيخطفك إحساسها إلى ملكوت من الهدوء النفسى الغريب تعزلك بلحظات تمر كالدهر فى جزيرة نائية وسط محيط عزلتك، لا يعكر صفوها سوى زلزلات دقات قلبك المتسارعة مع كل "آه وآه" تعقبها، ولن تستطيع كبح رغبة عينيك فى الدمع مع آهات تجسدت فيها كل معانى الوجع والاشتياق والحب، وتشبهت بتأوهات كروان حزين، هى حالة أقرب منها مجرد أغنية عابرة تسمعها، صوتها عشق يخطفك بمجرد سماعها لمرة، فما بالك إن جربت السرحان فى حضرتها لايف بحفلة غنائية، وذلك ما ستحققه لينا شماميان لجمهورها المصرى قريبًا، المطربة السورية ذات الأصول الأرمينية بعودتها إلى مصر بعد فراق أكثر من 3 سنوات.
"فراق إجبارى"
"غيابى عنكم غصب عني، ومشتاقة كتير للعودة لمصر قريبًا"، هكذا عبرت لينا شماميان المتواجدة حاليًا فى باريس عقب عودتها من جولة حفلاتها فى تونس عن مدى اشتياقها إلى جمهورها المصرى بعد غياب طويل، مؤكدة أن غيابها طوال هذه السنوات كان رغم إرادتها رغم محاولتها التواصل عدة مرات مع منظمى حفلات بمصر وتم بالفعل الاتفاق مع عدد منهم على إقامة حفلة بالقاهرة خلال الشهور الماضية وتم التراجع عنها بدون أسباب منطقية أغلبها عدم مصداقية وبعضها نظرًا للتكلفة العالية لاستقدام موسيقيين من خارج مصر، منوهة إلى فكرة النقص الكبير فى شركات تنظيم الحفلات ذات المهنية بمصر، وقلة الجهات الداعمة بالأساس لاستضافة فنانى ونجوم المجال الموسيقى المستقل والبديل بالعالم العربي.
كما تمنت شماميان تواجد مهرجانات موسيقية كبيرة بمصر تليق بفخامة اسم مصر، مثل نظيراتها فى تونس مهرجان قرطاج الدولى أو أيام قرطاج الموسيقية والحمامات الدولى كأقرب مثال أو كمهرجان الموازين و فيزا فور ميوزيك الموسيقى بالمغرب ومهرجان جرش بالأردن، مؤكدة أنه كان من المقرر عودتها للقاهرة نهاية سبتمبر المقبل ضمن فعاليات مهرجان كايرو جاز فيستيفال، ولكن تم التراجع عن الاتفاق فى آخر لحظة من قبل المنظم بسبب عدم وجود رعاة كافيين للمهرجان المعتمد بالأساس على استضافة التجارب الغنائية من خارج مصر.
"عشق النيل"
وكشفت لينا عن مدى تعلقها الشخصى بمصر، إذ وصفت الأمر بجملة "فيه شىء غريب بيشدنى ليها، وفيه سر غريب فى طاقة الجمهور بمصر وسوريا وتونس، كل مرة أقدم عرض قدامهم كأنى بتشحن من طاقتهم وحماستهم وتخلى بالى مشغول دايمًا بالعودة إليهم"، مشيرة إلى حفاوة الاستقبال الجماهيرى العظيم الذى تلقته من الجمهور التونسى خلال جولتها الغنائية بمنتصف أغسطس، وشاركت خلالها فى مهرجان الحمامات الدولى ومهرجان قرطاج الدولى على التوالي. موضحة أن تلك الحفاوة والحماسة الذى تلقتها ذكرتها بروعة شعور تقديم حفلة أمام الجمهور المصري، رغم مرور ثلاث سنوات على آخر زيارة، إلا أن الإحساس ظل محفورًا.
"لينا بالمصري"
وقالت لينا شماميان إنها تضع حاليًا لمساتها الأولية على مشروع تقديم أولى أغانيها الرسمية باللهجة المصرية، التى قامت بتأليف كلماتها وألحانها بنفسها، وتهديها إلى مصر وأهلها، وتنوى مفاجأة المصريين بها بشكل فيديو كليب خلال موعد أقصاه نهاية سبتمبر وأوائل أكتوبر بالتزامن مع جولتها الغنائية الجديدة فى مصر التى سيتم إعلان تفاصيلها عما قريب، والتى تظهر بها بشكل موسيقى أوركسترالي.
وأكدت لينا شعورها بالحماس تجاه الأغنية المنتظرة إذ تمثل أول تجاربها الخاصة فى تقديم عمل غنائى كامل باللهجة المصرية رغم غنائها من قبل بعض الأغانى التراثية بالمصري، وستكون الأغنية أول مفاجأة تعرضها لايف أمام جمهورها المصرى فى افتتاح حفلات جولتها المصرية.
ومن جانب آخر، حققت لينا شماميان أصداء من النجاح الجماهيرى العالمى خلال جولتها الغنائية الأوربية احتفالًا بإطلاق أجدد ألبوماتها "لونان"، والرابع فى مشوارها بعد أول ألبوماتها منذ 11 سنة "هالأسمر اللون"، وألبومها الثانى "شامات" بعده بعام، ختامًا بالألبوم الثالث "غزل البنات"، منذ 4 سنوات، وضم "لونان" 9 أغنيات ظهرت خلالها بشكل موسيقى جديد، منها "رسائل" و"الهوى بلقاني" و"قصة عشق" و"بحر عيونك"، ومرت بالجولة بين ألمانيا وبريطانيا وفرنسا ختامًا بجولتها فى تونس، وعودتها من جديد إلى باريس.