يعتبرها الكثيرون فى كافة بقاع الأرض رمزاً للنجاح بعدما حققت ما لم يحققه بشر فى مجالها، وتغلبت على كافة المشاكل التى قد تواجه أى إنسان، نتحدث عن أوبرا وينفرى أول مليارديرة عصامية فى أمريكا من ذوى البشرة السوداء، والتى حققت تلك الثروة الطائلة من وراء نجاحها كإعلامية بعدما صارت ملكة البرامج الحوارية ثم امتدت أعمالها للتمثيل بجانب التليفزيونية التى تنتج فيه أهم الأعمال.
أوبرا وينفرى والتى ترتبط أيضاً فى أذهان الكثيرين من متابعيها بأعمال الخير التى تحرص عليها من وقت لأخر بكل الطرق الممكنة لا يعلم كثيرون التحديات التى قابلتها وتمكنت من تحويل كل منها لدافع نجاح كما نسرد فى السطور التالية.
أول عقبة اصطدمت بها أوبرا كانت أسرتها شديدة الفقر بجانب أن ابوها الذى يعمل حلاق وأمها خادمة البيوت لم يتزوّجا، ولم يعيشا قصة حبّ من الأساس وإنما التقيا مرة واحدة، أقاما خلالها علاقة جنسيّة ثم انفصلا لتسفر تلك العلاقة عن بنت هى أوبرا التى لم تخجل من الإعتراف بذلك حينما تتعرض لقصة حياتها.
تعرضت أوبرا لسخرية شديدة فى طفولتها بسبب فقر عائلتها وإرتدائها لملابس مصنوعة من البطاطس، ولكنها لم تستلم لذلك بعدما تمكن من الحصول على لقب الطالبة الأكثر شعبية فى مدرستها بسبب علاقتها الجيدة بكل زملاءها ومدرسيها.
كل ما فات لا يعد تحدى لأن أى إنسان قد يتعرض لذلك ولكن الصعب هو أنها ما ان استقرت مع أمها فى سن الـ12 عاما حتى تعرضت للإغتصاب بعدها بعامين على يد أحد أقاربها، ومن ثم أصبحت إلا أنّ مولودها لم يكتب له العيش طويلًا، وتوفى مباشرة بعد ولادته بساعات قليلة، وحُرمت من بعدها من نعمة الأطفال، الأمر الذى كان نقطة تحول فى حياتها مما دفعها للإدمان خلال مراهقتها، كما تطور الأمر إلى حدّ تعاطى الهيرويين والكوكايين ما دفع والدتها لمحاولة التخلص من مسئوليتها عنها بإرسالها لأحد المصحات قبل أن يتغير كل ذلك عن طريق والدها التى ذهبت للعيش معها ليغيرها تماماً عبر تربيته الصارمة له.
ومن بعدها قررت أن تستمر فى تعليمها رغم كل الصعوبات والعراقيل التى واجهتها، فتخرجّت من جامعة Tennessee..
وتمكنت من التفوق والنبوغ فى دراستها على جميع زملائها، إلى أن أصبحت من أوائل الطلاب الأمريكيين ذوى الأصل الأفريقي، الذين يدرسون فى جامعة الولاية من خلال منحة تعليمية، لتحصل على بكالوريوس فى الفنون المسرحية.
كما حازت أثناء دراستها على لقبMiss Black Tennessee، لتجذب إليها الأنظار، ويسند إليها العمل كمراسله فى محطة إذاعية محلية WVOL، ليبدأ مشوارها الإعلامى وحياتها المهنية وهى فى سن السابعة عشر، حينما دخلت إلى الإذاعة.
بعد ذلك انتقلت إلى التليفزيون عبر قناة ABC العالمية، لتعرض عليهم تبنى برنامج طبخ خاص بها، غير أنهم رفضوا، لتشعر بالإستياء الشديد فى تلك اللحظة، ولكنها لم تدع ذلك يعيقق تقدم حياتها، حيث أنها لم تسمح لأحد بتصغير حلمها بعدما تمكنت من تقديم برنامج (اوبرا شو) الذى يتعرض لأهم القضايا الاجتماعية حققت به نجاحاً استثنائياً بفضل الحضور الطاغى لها وطريقة حوارها، لتصبح نموذجاً إعلامياً هاماً على مستوى العالم إلى الآن بجانب التمثيل التى حصلت فيها على جوائز عديدة لتحول كل ما قابلته من معاناة إلى نجاح أكدت بعدها ان تلك المعاناة هى كلمة السر فى حياتها.