لأن لكل ثمار ناضجة ونباتات قوية جذورا تمت رعايتها والاهتمام بها، ولأن كل الدراسات والتقارير فى العصر الحديث أكدت أن السبب الرئيسى وراء نهضة الدول المتقدمة جاء من اهتمامها بأطفالها.. فقد تعلم نادى وادى دجلة الدرس جيدا وأدرك المسئولون به والقائمون عليه أن الطريق إلى العالمية فى كرة القدم لن يأتى إلا بالاهتمام بقطاع الناشئين.. وقام فى مفاجأة مدوية هزت الوسط الكروى المصرى بالتعاقد مع المدرب العالمى مانويل جوزيه منذ ما يقرب من شهر وهو المدرب الأشهر للنادى الأهلى وصاحب الرقم القياسى من البطولات التى حققها الفريق الأحمر والتى وصلت لـ 22 بطولة طوال فترة توليه قيادة الأهلى.. وتعاقد أيضا مع فيدالجو أنطونيوس الذى كان مدربا للأحمال بالنادى الأهلى ليكون مساعدا لجوزيه فى بناء أشبال دجلة الأقل من 18 عاما.
وتمر الأيام لتثبت سريعا أن تولى جوزيه ليكون مستشارا فنيا لناشئى دجلة لم يكن أبدا حبرا على ورق أو اسما من أجل تحقيق المكاسب المالية.. فقد ظهر سريعا مجهود الرجل وأن اختياره كان اختيارا موفقا من أجل بناء «مجتمع الأبطال» وهو الشعار الذى رفعته إدارة النادى مدعوما بصور ناشئيه الذين يصل عددهم لألف ناشئ، ومدربيهم الذين يمثلون مائة وعشرين مدربا من أكفأ المدربين فى مصر والذين يتلقون إعدادا بدنيا وفنيا يوميا من المشرفين على قطاع الكرة بوادى دجلة.. فانطلق الساحر جوزيه منذ اليوم الأول لتولى المسئولية يطوف بفروع النادى فى المعادى والتجمع وشيراتون وأكتوبر.. يحضر تدريبات الصغار ويحييهم ويشجعهم ويلتقط معهم الصور التذكارية ويتابع بعين الخبير تدريبات المدربين ويلقى التعليمات ويجتمع بالمدربين ليوجههم لتدريبات جديدة وفق أحدث المعايير العالمية.. أما مساعده فيدالجو فهو يحرص على متابعة أداء الناشئين ومتابعة مدربيهم والمشاركة فى إجراء تصويب لبعض التدريبات.. مع التركيز الدائم على رفع اللياقة البدنية للصغار وتعريفهم بالخطط والمهارات الجديدة فى عالم الكرة.
ويأتى بعد جوزيه.. إسلام شكرى المدير العام لمدارس وادى دجلة لكرة القدم ومدير قطاع البراعم.. ويعد العقل المدبر والمخطط لخطة النهوض بقطاع الناشئين بوادى دجلة، والذى يرى أن مدرسة وادى دجلة لكرة القدم تعد الآن من أهم وأكبر المشروعات على الساحة الرياضية لتنمية قطاع البراعم وناشئى كرة القدم فى مصر، حيث ترفع المدرسة شعار «بناء مجتمع من الأبطال» لتخريج أفضل اللاعبين فى لعبة كرة القدم.. الرياضة الأكثر شعبية فى مصر والعالم ومن موقعه لا يتوانى إسلام عن الاهتمام بحضور الاجتماعات مع المدربين والمدراء الفنيين ومديرى الفروع ومساعديهم، وتوفير كل الإمكانات ووسائل التدريب الحديثة للبراعم والنشء.
أما وائل رياض، المدير الفنى لقطاع الناشئين بوادى دجلة، فقد كان مفاجأة كبرى للناشئين الصغار ولأولياء أمورهم منذ بداية الموسم، وازداد تألقا بعد التعاقد مع الساحر جوزيه الذى لم يكن جديدا عليه التعامل معه، فقد كان جوزيه مدربا لوائل رياض فى النادى الأهلى والذى اشتهر وقتها بلقب «شيتوس» وكان جوزيه يعتبره ابنًا له لالتزامه الشديد بالتعليمات ولمهاراته وتميز أدائه.. وائل رياض لم يترك أى تفصيلة للظروف، فحرص على اختيار اللاعبين جيدا لمنتخب دجلة الذى يمثل الفريق فى مسابقة الدورى.. ومنذ اليوم الأول للتدريبات لم يترك وائل تدريبا لمختلف المراحل العمرية إلا وكان أول الحاضرين.. يشارك الصغار تدريباتهم ويقوّم حركاتهم ويصوّب أداءهم ويحثهم على الالتزام الشديد بقدسية ميعاد التدريب ويوجه لهم عقب كل تدريب التعليمات السلوكية والفنية من حيث الالتزام بمواعيد النوم والوجبات وحتى اللعب والدراسة.. ولا تراه أبدا يتابع الأداء فى الملعب من بعيد ومن دكة المدربين، هو دائم الحركة والجرى بين صفوف اللاعبين، يوجّه ويشجع ويتابع بمنتهى الاحترافية والجدية.
