"هوجة الرينبو".. ملخص بسيط لحالة الثورة العامة التي زلزلت مواقع السوشيال ميديا خلال اليومين الماضيين، بسبب "حفلة شواذ" حسب وصف الأغلبية، بعد رفع علم "قوس قزح" أو "الرينبو" بشكل مفاجئ خلال حفلة الفرقة اللبنانية مشروع ليلى في كايرو فستيفال سيتي بالتجمع، وهو ما أشعل فتيل الحرب الكلامية بين مدعي الحرية وشرطة الأخلاق "إن جاز وصفهما بذلك".
مئات البوستات انهالت في العالم الافتراضي منذ لحظة صعود مشروع ليلى على المسرح في التاسعة مساء الجمعة الماضية، في حفلة اعتبرت هي الأضخم من حيث الجماهيرية في مجال الأندرجراوند في مصر، إذ كسر عدد الحضور حاجز الـ30 ألفًا، في سابقة لم تحدث من قبل في كبرى الحفلات للباندات الغنائية.
البداية كانت مع الفرقة الأردنية المربع والختام مع الفرقة المصرية شارموفرز، ولكن الأزمة كانت في منتصف حفل الفريق اللبناني، المعروف عنه دفاع الفوكال الرئيسي حامد سنو عن حرية الشواذ، حيث تفاخر بها في عدة لقاءات تليفزيونية وإعلامية، بالإضافة إلى جرأة أغاني الفريق، حيث تتناول أغانيهم إيحاءات حساسة تميل لفكرة "المثلية"، وتشجع حقوق المثليين، مما سبب تسليط الضوء الإعلامي في العالم العربي على الفرقة بين المناهض لرسائلها المنافية لتعاليم المجتمعات الشرقية، وبين المؤيدين للحرية والانفتاح.
الغريب في الأمر أن ذلك لم يكن السبب الرئيسي في "الهوجة" على الفريق، رغم معرفة الجميع قبل إقامة الحفلة بميولها الفكرية والغنائية، وكونها بالأساس ليست الحفلة الأولى للفرقة اللبنانية في مصر، إذ اعتادت فرقة مشروع ليلي إحياء حفلة كبرى في القاهرة تقريبًا كل عام منذ خمس سنوات وأكثر، آخرها في مارس من العام الماضي بالجامعة الأمريكية، وقبلها بعام قدمت ثلاث حفلات مختلفة في مصر في نفس السنة، منها ما جمعت عددًا من الفرق العربية الشهيرة، مثل أوتوستراد وجدل والمربع من الأردن، ومسار إجباري وشارموفرز من مصر، وحملت جميعها لافتة كامل العدد وتخطى عدد الحضور في أغلبها مجتمعين ما يقارب الـ 100 ألف، لكن لم يصادف ذلك وقتها أي اعتراض، سواء من المدافعين عن حقوق المثلية ممن ارتفعت أصواتهم وجرأتهم مؤخرًا ولا من ناحية المناهضين لها.
بينما حدث تضارب غريب في التصريحات في نفس توقيت إصدار البيان، حيث أعلن الدكتور رضا رجب وكيل نقابة المهن الموسيقية أن النقابة قررت وقف الحفلات المقبلة لمشروع ليلى، على خلفية الأحداث الأخيرة ومردودها على الرأي العام، مؤكدًا في تصريح لأحد البرامج التليفزيونية أن النقابة تبرئ نفسها من أي فن "شاذ"، وتغسل يدها من دعم من يروجونه، قائلًا: "لسنا جهة قمع ولكن مثل تلك الحفلات لن تقام مرة أخرى على أرض مصر.
ويبقى السؤال مطروحًا، هل ستكتفي النقابة بلعب دور المحايد مثلما أعلنت في بيانها الرسمي، أم ستستجيب للمطالبات الجماهيرية بحظر مشروع ليلى؟ ولكنها جهة واحدة من أصل ثلاث جهات رسمية مسؤولة عن الموافقة على إقامة أي حفلة موسيقية، وزارة الداخلية المخولة للتصاريح الأمنية والتأمين، ووزارة القوى العاملة المسؤولة عن استخراج تصاريح الموسيقيين والمصنفات ولكن الحالة العامة المسيطرة حاليا في السوشيال ميديا تلوح بأن قرار منع فرقة مشروع ليلي علي وشك الصدور..