على خلفية الجدل المثار منذ ثلاثة أيام على رفع علم الرينبو في حفلة الفرقة اللبنانية مشروع ليلى في التجمع، يبدو أن الأمور اتخذت منعطفًا بعيدًا عن مسار الصراع الدائر مؤخرًا على منصات السوشيال ميديا، بين المناهضين لما أسموه بـ"حفل الشواذ" وبين دعاة الحرية والانفتاح ممن اعتبروا ما حدث انتصارًا "للمختلفين".
وصلت الأزمة إلى سكة أكثر جدية، لملفات المحاكم، عقب تقدم عدد من المحامين ببلاغات رسمية إلى النائب العام بغية فتح التحقيق مع الشركة المنظمة للحفلة والجهة المستضيفة لها، بجانب الشركات الراعية للحدث، عقب واقعة رفع علم المثليين في الحفلة وهو ما يمثل على حد وصفهم تحدٍ صارخ للعادات المجتميعة والتعاليم الدينية وتثير الفتن في الشارع المصري لما تمثله من دعوات للفجور.
عقب دعوات عدة من جمهور على منصات السوشيال ميديا لمنع مشروع ليلى من إقامة حفلات في مصر مجددًا خرجت النقابة عن صمتها لتستجيب للمطالب الجماهيرية معلنة على لسان الدكتور رضا رجب وكيل نقابة المهن الموسيقية أن النقابة قررت وقف الحفلات المقبلة لمشروع ليلى، على خلفية الأحداث الأخيرة ومردودها على الرأي العام، وبعد ليلة واحدة من الضجة التي تلت هذا الإعلان، تقدم المحامي سمير صبري بأول بلاغ رسمي للنائب العام ضد منظم الحفل، ليتبعه منذ ساعات الدكتور أحمد مهران، مدير مركز القاهرة للدراسات السياسية والقانونية، في بلاغ جديد مسطرًا مسبباته في جملة "في ظل هذه المرحلة الصعبة من تاريخ مصر، وما وصلت إليه الظروف الاجتماعية والأخلاقية، وحرصا منا على مساندة الدولة في ترسيخ المبادئ والقيم الأخلاقية للحفاظ على هوية هذه الأمة التي صدرت الإسلام إلى كل دول العالم، كان لزاما علينا ألا نغفل عن ضرورة التصدي لكل دعوة من شأنها أن تؤدي إلى التحريض على الفسق والفجور وهدم القيم الأخلاقية داخل المجتمع".
ويبدو أن الأمر لن يقتصر فقط على هذه البلاغات، فبحسب السيناريو الذي تم في الأردن في شهر يونيو الماضي، أدى إلى منع مشروع ليلي من دخول البلاد، فربما تصل الأزمة إلى البرلمان المصري، بعد تبني عدد من النواب القضية بعد ضغوطات شعبية، وهو ما سيؤدي في النهاية لعرض الموضوع على وزارة الداخلية المعنية بتقديم التصاريح الأمنية، ومع ربط ذلك بما أعلنته النقابة، فلن نرى الفرقة اللبنانية مجددًا في مصر، ولن تهدأ "تريندات" مشروع ليلى لمدة أيام أخرى، عقب بلاغات جديدة ودعوات للقبض على عدد من الشباب المتهمين برفع العلم في الحفلة.