"كنت رايح كنت عازم إني أقول، كنت طايب كنت صايب كان في قلبي شوق مهول".. ما أن نطقت مريم صالح بهذه الكلمات امتزجت بوصلة من سحر العود والبزق مع تعاويذ الموسيقى الإلكترونية وتراكيب "اللووبس"، خلقت حالة سماعية غريبة أقرب ما تكون لهوس الزار، حتى تزلزت أرض حديقة الأزهر بصيحات الجمهور ممن شهدوا لحظة ميلاد أجدد مشاريعها الموسيقية "الإخفاء"، بعد غيابها عن الساحة لأكثر من سنتين.
على مدار ساعة ونصف متواصلة، خطف الثلاثي المصري الفلسطيني أذهان الحضور إلى ملكوت "الإخفاء" الخاص بوصلة غنائية ضمت جميع أغنيات الألبوم الثمانية، أبدعها الشاعر ميدو زهير، وأخذ فيها الثنائي تامر أبو غزالة وموريس لوقا مع مريم المستمعين في رحلة إلى عوالم موسيقية لم تألفها الآذان في مصر، لم يؤنسهم فيها سوى لمحات من روح الموسيقى الشرقي مع بنت صالح المألوف بصرخاته الأدائية عالية الإحساس، بداية من أغنية "نفسي في عقلي" و"عايز أوصل"، مرورًا بـ"وشوش الليل"، و"ماكونش وأكون" وصولًا إلى رائعة "لجل العشق في بختَك مَيل، تسكر تبكي زي العيل، لجل الصُبح في عِينك لَيِل"، قدمتها «الجنينة» للأنشطة الثقافية والفنية، في واحدة من أكبر حفلاتها الغنائية بموسم الصيف.
قررت مريم أن تشهد مصر الظهور الأول لعفريت الإخفاء، مثلما وصفته في حوارها السابق لـ"عين": "أعتبره زى طاقية الإخفا كده، أو زي عفريت أفكار فضلت تتنطط قدامنا وعرفنا نحضره في شكل مزيكا تتسمع، والاسم لقيناه مناسب عشان فيه شوية غموض وغرابة ممكن تبان فى شكل المزيكا والغنا"، قبل أن تنطلق مع أبو غزالة ولوقا في رحلة جولة الألبوم الغنائية العالمية، والتي تبدأها من عاصمة النور باريس بحفلة كبرى على مسرح مركز Le Hasard Ludique الثقافي الفرنسي مساء الإثنين 2 نوفمبر.
ومن ثم يتجول الثلاثي من بعدها في أنحاء أوروبا، من الشانزليزيه إلى العاصمة البريطانية لندن وصولًا إلى السويد، لإحياء أولى حفلات الإخفاء في مسرح فاشنج بالعاصمة ستوكهولم مساء الأحد 5 نوفمبر، لتختتم جولة الحفلات المعلنة حتى الآن في دبي، منتصف نوفمبر، ضمن مشاركتهم في فعاليات مهرجان "وصلة الموسيقي" بالإمارات.
ويعيد "الإخفاء" مريم صالح إلى الساحة الجماهيرية بعد غياب سنتين عن إطلاق آخر ألبوماتها الغنائية "حلاويلا"، وبعد حوالى سنة ونصف عن ألبوم تامر أبو غزالة الأخير "ثلث"، وبعد أكثر من سنتين عن ألبوم موريس لوقا "بنحيى البغبان" ، كما يعد المشروع الجديد تعاونًا جديدًا يجمعه مع تامر بعد مشاركتهما معًا فى مشروع فرقة الألف، مع الموسيقى العراقى خيام اللامي، والموسيقيين خالد ياسين وبشار فران من لبنان، والألبوم الجديد من إنتاج شركة "مستقل".