كما ظهر علينا فجأة وحقق نجاحا لم نشهده من قبل بأغنيته وكليبه "المعلم"، وانهارت نجوميته فجأة أمام خبر يفيد القبض عليه جراء اتهام قاتل بالنسبة لجماهيره بأنه اغتصب فتاة وعنفها في غرفته في أحد الفنادق الفارهة في العاصمة الفرنسية.
لم يكن خبر القبض على الأيقونة المغربية الشهيرة بسعد لمجرد، صادما فقط لجماهيره من الشباب والمراهقين من شتى أنحاء الوطن العربي، لكنه صدم كثير من صناع الفن ونجوم الغناء والطرب أيضا، فى موهبة كانوا يتنبأون لها بمستقبل باهر، لما يغلف هذه الموهبة من أخلاق واختلاف وحب وكثير من الصفات الحميدة التي "ندبوها" فور الإعلان عن القبض عليه.
أزمة سعد لمجرد بدأت منذ اللحظة التي تقدمت فيها إحدى الفتيات ضده ببلاغ تتهمه خلاله باغتصابها وتعنيفها، بعد أن استأجرها إلى غرفته، وفور إلقاء القبض عليه أثبت الطب الشرعي أن سعد لمجرد كان في حالة سكر وثمالة، إلا أن الأمر لم يزعج محاميه الذي يعلم جيدا أن القانون الفرنسي لا يعتبر الثمالة جنحة، وبالتالي اتحسرت الأزمة في اتهام الاغتصاب والتعنيف.
أيام وشهور دفعها سعد لمجرد من نجوميته وجمهوره وفنه ومستقبله، لكنه كان من الذكاء منذ اللحظة الأولى، حيث أدلى فى اعترافاته وقت التحقيق معه أن دولة أخرى تحاول النيل منه ومن جنسيته كمطرب مغربى ناجح، وهى التى رتبت كل ذلك وقصدت تشويهه وإيقاف مسيرته، خاصة أنه كان على مشارف إقامة أول حفل له فى فرنسا، وكان متوقعا له أن يكون واحدا من أقوى الحفلات التى ستقام هناك.
اعترافات سعد لمجرد هذه أفادته كثيرا خلال سير القضية، ليس في مسارها القانوني، ولكن فيما يخص جمهوره، فقد تعاطف معه الجمهور جدا، وصدقوا كل كلمة قالها، وتحول اتهامه من وسيلة من الممكن أن تنفرهم منه وتجعلهم ينفضوا من حوله ويخجلون من فعلته، إلى جماهير تناصر نجما مشهورا يحاول أعداء نجاحه النيل من عالميته ومجده، وبالفعل بدأت الحملات المناصرة لـ"لمجرد" تنطلق عبر صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، وتحت شعار كلنا سعد لمجرد التف مئات الآلاف من جماهيره من كل مكان في الوطن العربي، هذا الضغط الجاهيري وصل بدوره لملك المغرب، وقد دعمته تصريحات والده المستعطفة حنان الملك ورضاه ودعمه والمطالبة بمساعدة سعد لمجرد والوقوف بجانبه في محنته، وهو ما لباه ملك المغرب على الفور، فقد تكفل بجميع مصاريف الدفاع عن سعد لمجرد، وأوكل إليه أكبر المحامين المختصين في مثل هذه القضايا، وبالفعل تم توكيل المحامي الفرنسي الشهير "إيريك ديبون موريتي".
ولأن الرياح تأتي بما لا يشتهي السفن، خرجت فتاة أمريكية ادعت أن سعد كان قد اغتصبها وعنفها منذ سنوات وتقدمت ضده ببلاغ، إلا أنه هرب، وأثناء سفرها فى رحلة إلى تل أبيب شاهدته وعلمت أنه أصبح نجما مشهورا، فقررت أن تقاضيه من جديد، البعض أكد أن ظهور هذه الفتاة في هذا التوقيت لم يكن الشىء الأمثل الذي ينتظره سعد، إلا أن كثيرين راهنوا على محاميه، الذي رجحت كفته بالفعل وفوجئ جمهور سعد بإعلان محامى الفتاة بعد فترة من القضية أنهم سيتنازلون عن الشق الجنائي بها، وأن الأمر تمت تسويته.
في هذه الأثناء لم يتوقف دفاع سعد لمجرد عن محاولاته المستميتة في الدفاع عن موكله، وقد دعم موقفه تنازل الفتاة الأمريكية عن قضيتها، ليس أمام القضاء الفرنسي، لكن على الأقل أمام الرأي العام العربي والفرنسي أيضا الذي كان يتابع القضية عن كثب.
وفي خطوة إيجابية جدا تعد في صالح لمجرد مائة بالمائة، برّأت السلطات الفرنسية سعد لمجرد من تهمة الاغتصاب بعد كثير من التحقيقات، إلا أنها لم تبت بشكل نهائي في القضية، ولحساسية وضعه كفنان عربي، سمحت له بمزاولة نشاطه لكن داخل فرنسا دون الخروج منها، كما منعته من التعاطي مع الإعلام نهائيا، بينما يمكنه التعامل مع مواقع التواصل الاجتماعي.
لم يكذب سعد لمجرد خبرا، وعلى الفور بدأ في التفاعل مع جمهوره ونشر صور احتفالاته بالبراءة، ثم بدأ العمل على أغنيته الجديدة let go التي طرحها فور تصويرها وحققت نجاحا كبيرا ووصل عدد مشاهداتها لما يزيد على 74 مليون مشاهدة.
ومؤخرا نشر موقع "MEDIAPART" الفرنسي ما يؤكد أن سعد في حكم المفرج عنهم، ووفق الموقع فإن لمجرد لن يحاكم بارتكابه جريمة اغتصاب؛ لأن هذه التهمة ما زالت غير مثبتة في نظر القضاء. واستنادا لأحد المصادر لمصدر، فإن محاكمة الفنان المغربي لن تستغرق مدة زمنية طويلة بعد إحالة القضية إلى المحكمة الجنائية بدل محكمة الاستئناف، لعدم وجود أدلة تثبت إدانته بجريمة اغتصاب كما يقول المصدر.
أمام سعد لمجرد الآن تحد كبير، فعليه أن يثبت لجمهوره أنه بالفعل ظُلِم، وهناك من وقف في طريق نجوميته ليثنيه عن الاستمرار قدما، أو يثبت العكس ويؤكد أن لا دخان بدون نار، وأن ما تعرض له كان نتيجة لأفعاله الصبيانية غير المسؤولة والتي لا تليق بنجم أعطاه الجمهور كل هذه الثقة، وفي الأغلب سيتبنى لمجرد الفرضية الأولى والتي بدأ تنفيذها بأغنيته الجديدة التي حققت نجاحا كبيرا والتي أنتجها رغم كل الصعاب التي يمر بها، ليستكمل مسيرة النجاح التي بدأها ويؤكد أن لكل جواد كبوة، لكن البقاء سيظل مع الأقوى والأكثر إصرارا على تحقيق حلمه.