يحتفل العالم اليوم، وخاصة محبى كرة القدم بعيد ميلاد الأسطورة المجرية "بوشكاش" الذى يعد واحدا من أساطير كرة القدم، وبالتالى نسلط الضوء عليه خلال السطور التالية.
فرينتس بوشكاش ولد فى بودابست يوم 2 إبريل 1927، بدأ مشواره مع الكرة من خلال فريق "كيبست" الذى كان يدربه والده، اختارته الفيفا ليكون أفضل لاعب أوروبى فى القرن العشرين كما اطلقت اسمه على جائزة أفضل لاعب فى العام لتعرف بجائزة "بوشكاش" تقديراً لما قدمه اللاعب المجرى لكرة القدم من إبداعات ربما لم يقدمها سواه، والتى تتضح فى أرقامه التى ظلت صامدة لسنوات، ومنها عدد أهدافه مع فريق (هونفيد المجرى) الذى حقق معه اللاعب لقب الدورى خمس مرات، وتوج بلقب الهداف فى أربعة مواسم، أبرزها 1947-1948 حينما سجل 50 هدفاً جعلته الهداف الأفضل فى كل الدوريات الأوروبية فى هذا الموسم، وفى المجمل سجل بوشكاش 357 هدفاً فى 354 مباراة لعبها بقميص هونفيد حتى تركه عام 1956، كما حصل على لقب أفضل لاعب فى أوروبا عام 1953.
لم تقتصر أرقام بوشكاش على مستوى الأندية وإنما وصلت لمبارياته الدولية التى حقق فيها رقم قياسيا عالميا ظل صامداً حتى الألفية الثالثة، وهذا الرقم يتمثل فى تسجيله لـ 85 هدف فى 84 مباراة فقط.
على الرغم مما قدمه اللاعب لبلاده إلا أن هناك بالتأكيد من لا يعلم أن هذا النجم حرم من دخول بلاده مدى الحياة وذلك بسبب ما حدث عام 1956 حينما سافر بوشكاش مع فريقه هونفيد إلى مدريد لملاقاة أتليتيكو مدريد فى الكأس الأوروبية قبل أن تندلع الثورة المجرية فى نفس الوقت ليرفض بوشكاش وعدداً من لاعبى الفريق العودة إلى بودابست، وظل فى إسبانيا قبل أن تصدر الحكومة المجرية قراراً بسحب الجنسية المجرية منه بالإضافة لحرمانه من دخول البلاد مدى الحياة الأمر الذى لم يتوقف عند ذلك وإنما امتد لإيقافه عامين من قبل الإتحاد الأوروبى لكرة القدم ليغيب عن الملاعب لفترة لم يتمكن فيها من اللعب لأكبر الأندية فى أوروبا مثل ميلان ويوفنتوس بسبب قرار الإيقاف الذى هدد مسيرته، ولكن لأنه بوشكاش وفى سن الـ 31 انتقل لريال مدريد فى صفقة استغربها الجميع وعلى مدار 8 مواسم حقق ثلاثة ألقاب دورى أبطال أوروبا، بالإضافة لخمسة دورى وكأس ملك إسبانيا مرة.
فاز بوشكاش قبل امتناعه عن اللعب لمنتخب المجر بذهبية أولمبياد هلسنكى 1952، كما خسروا نهائى مونديال 1954 فى مفاجأة كبرى لا زال صداها إلى الآن حينما خسروا بنتيجة 3/2 أمام الألمان سجل بوشكاش خلال المباراة هدف وألغى هدف بداعى التسلل كان كفيلاً بالتعادل فى آخر ثانية.
التدريب
درب بوشكاش العديد من الأندية، لكن يبقى الإنجاز الأكبر فى مسيرته ما فعله برفقة المصرى البورسعيدى حينما تولى تدريبه، وخلال موسمين تمكن من إحداث طفرة فى أداء الفريق الذى نافس الأهلى والزمالك واحتل المركز الثالث فى مناسبتين، لكن القصة الأشهر له والتى لا زال يتذكرها جمهور بورسعيد ما حدث فى موسمه الثالث مع الفريق موسم 81/ 82 حينما أنهى الفريق الدور الأول فى القمة بأداء دفع الجمهور للرهان على فوز الفريق، حتى أتت الجولة الـ22 التى واجهوا فيها الزمالك الذى تقدم بهدف حتى الدقيقة 81 من عمر المباراة مما دفع جماهير بورسعيد للنزول إلى الملعب ليتم إلغاء المباراة ويعتبر المصرى خاسراً بهدفين كما نقلت مباريات المصرى خارج بورسعيد فى ملعب طنطا الأمر الذى دفع بوشكاش للرحيل ليصرح بقوله : فى ظل تلك المنظومة، لن يفوز أى فريق بالدورى سوى الأهلى والزمالك.
بوشكاش عاد بعد موسم للفريق وتمكن من إعادته لسابق مستواه كما اقترب من الفوز بكأس مصر الذى خسره فى مباراة درامية أمام الأهلى بعد تعادل علاء ميهوب فى الدقيقة الـ91 من المباراة قبل أن يضيف ألأهلى هدفين فى الشوط الإضافى ويخسر المصرى.