الكابتن غزالي.. رحل شاعر المقاومة النبيل

اطلع يا شعب يا قادر.. م الريف ومن البنادر.. ما ترحم أي فاجر.. بيخون مصر الأبيّة..

كلمات كتبها وغناها مع رفاقه في عام 1973 محرضًا على الحرب ومقاومًا للاحتلال، كلمات عرفت طريقها وحفظت مكانها فوق ألسنة الثوار في 25 يناير في كل أنحاء مصر.

الكابتن غزالي .. آخر أبطال أكتوبر وشاعر المقاومة العنيد .. الذي رحل عنا اليوم عن عمر يناهز 89 عاما تاركا خلفه أرشيفا حافلا بالقصائد الثورية والحكايات الوطنية، والمواقف التي سجلها باسمه في صفحة المقاومة العربية.

ولمن لا يعرفه، هو محمد أحمد غزالي الشهير بالكابتن غزالي الذي ولد في قرية أبنود بمحافظة قنا عام 1928، وعاش في السويس سنوات عمره.

كان واحدا من أبطال مصر في المصارعة التي ظل يعمل مدرباً لها حتى عام 1969 وتردد اسمه كثيرا خلال سنوات التهجير بعد أن شكل مع رفاقه من أبناء السويس فرق المقاومة الشعبية التي رفضت مغادرة المدينة وبقيت مدافعة عنها بعناد نادر وعزيمة من حديد.

كابتن غزالي الرياضي والمقاوم والشاعر والخطاط، عاش سنوات عمره الطويل يسكن حي الغريب، حيث يمتلك دكان صغير جعل منه مكتبة فريدة من نوعها، وضع فيها كل ما جمعه خلال سنوات حياته الطويلة من كتب ومراجع جعلها مفتوحة لأبناء السويس من هواة القراءة أو الكتابة وكذلك للدارسين والباحثين في المجالات المختلفة، يطرقون بابه ويستعيرون من مكتبته الفريدة ما يشاءون، ليتحول المكان البسيط مع الأيام إلى قبلة يقصدها أصحاب المواهب والأحلام ليلتفون حول الكابتن كما ينادونه يستمعون إلى حكاياته، ويستفيدون من خبراته ويستمتعون بخفة ظله وقفشاته اللاذعة.

كابتن غزالي الذي لم يغيبه مرض، ولم تقيد حريته أعراض شيخوخة، ظل يجوب شوارع السويس جالسا على قهوته المفضلة، ملتقيا بجمهوره من شبابها، متحدثا في كل شئون البلاد كعادته، وما بين مكتبته والمقهى قضى أيامه قبل أن يرحل عن عالمنا تاركا خلفه تراثا من الأغاني الوطنية التي كانت وستظل بطعم الأرض.