على مدار 57 عاما ارتبطت طفولة ملايين بجملة، " يا ولاد يا ولاد.. تعالوا معانا .. نسمع أبلة فضيلة.. هتحكيلنا حكاية جميلة "، لنجد صوت ماما فضيلة بجملتها الشهيرة "حبايبى الحلوين" ثم تروى "حدوتة" جديدة من حواديت الأطفال يوميا الساعة 10 إلا ربع صباحا على إذاعة البرنامج العام، أجيال متتالية تربت على سماع صوتها، وعلى نصائحها التى كانت تمررها لنا من خلال الحواديت والتى كانت تؤكد على قيم إنسانية كثيرة اهمها انتصارالخير على الشر.
ظلت أبلة فضيلة تعمل فى الإذاعة المصرية إلى أن سافرت العام الماضى إلى كندا للإقامة مع ابنتها هناك، حيث توقفت عن تسجيل حلقات جديدة من برنامجها.
وتحل اليوم ذكرى ميلاد ماما فضيلة الـ 87، فحبها للحواديت بدأ منذ الصغر، كانت تقول أنها تجمع جيرانها من الأطفال لتروى لهم حكاياتها، كما ارتبطت حياتها بالفن فهى شقيقة الفنانة محسنة توفيق، وكانت صديقتها فى المدرسة سيدة الشاشة فاتن حمامة، وجمعهما حبهما للإبداع، فكانت أبلة فضيلة تلقى الشعر وفاتن حمامة تمثل، وكانت الملكة ناريمان زوجة الملك فاروق زميلتهما أيضا.
دخلت أبلة فضيلة كلية الحقوق، لكنها لم تعمل بها سوى 24 ساعة فقط، لتقرر على الفور العمل فى الإذاعة التى تصفها دائما بأنها بيتها الثانى والميكروفون صديقها، وتتلمذت أبلة فضيلة على يد بابا شارو، وعندما أخبرته أنها تريد أن تكون مذيعة للأطفال قال لها إنه يعمل وحده فى برامج الأطفال، وبدأت حياتها في الإذاعة بتقديم برنامج (س.ج ) وكان برنامجا سياسيا، وكانت حلقتها مع أم كلثوم واحدة من أهم حلقاتها على الإطلاق، حيث رفضت أم كلثوم إجراء حوار معها في البداية وقالت لها أنا أم كلثوم لما يتحط الميكرفون أمامى أغنى فقط، لترد عليها أبلة فضيلة قائلة: غنى، وبالفعل غنت أم كلثوم وتحولت الحلقة إلى حفل غنائي لها.