يبدو أن هوجة "الأبراج" بدأت بالفعل من التحول من كونها مجرد "قلش" على السوشيال ميديا إلى واقع في الوسط الفنى، فبعد تسونامي التعليقات الساخرة التى طالت أغنية الهضبة "برج الحوت"، وسيل النميمة الذى أغرق مواقع التواصل عن معنى الأغنية وهدفها، وحالات الهوس التى انتابت المنتمين للبرج تحت صيحات "يالهوى الهضبة غنالى"، بدأت فى الأفق بشائر غير مطمئنة عن سير عدد من المطربين على خطى "معدى الناس"، وبدء تحويل هوسهم لأبراج فلكية بعينها إلى أغان.
وأخذت المطربة اللبنانية نوال الزغبى زمام المبادرة فى افتتاح موسم الأبراج الغنائية، عقب إعلانها عن وضع لمساتها الأخيرة على أجدد أغانيها "برج الحمل"، والتى تم تصويرها فى لبنان بشكل فيديو كليب وسيظهر للنور قريبًا، وتعود بها إلى الساحة الجماهيرية عقب النجاح المدوى الذى طال أغنيتها الأخيرة "الناس العزاز"، أكثر أغانى التترات نجاحًا فى الموسم الرمضانى الماضى، لتفتح الزغبى عليها نيران النم والتخمينات حول سر اختيارها للحمل بالذات دونًا عن باقى الأبراج، وحول ماهية إذا كانت للأغنية علاقة مباشرة أو غير مباشرة "بعشق فى حياتها" مثلما فعل الهضبة.
تلك النقطة ليست محور الحديث هنا، فسيتم "الهرى" عليها كثيرًا الفترة المقبلة، لكن اللافت هو اختيار "برج الحمل" كأغنية، وهو نفس اسم أغنية عرفت منذ اكثر من سنتين لجمهور الأندرجراوند فى مصر، واعتبرت من أشهر أغنيات المطرب والموسيقى أسامة الهادى، أحد أبرز أيقونات مجال المزيكا البديلة بمصر، وأكثر الأصوات اليافعة انتشارًا على السوشيال ميديا وأسرعهم من الناحية الجماهيرية، وبات يعرف بلقب "فتى الأندرجراوند المدلل" بعدما اشتهر فيما مضى بلقب "الواد بتاع موبينيل" بعد أغنية "علشان لازم نكون مع بعض"، عُرف أسامة بكونه مطربًا وملحنًا وحتى مخرجًا، وحاليًا يخوض تجربته فى عالم التمثيل بمشاركته فى مسلسل "الطوفان"، بعد مشاركته الخاطفة بدور "ياسين" فى مسلسل الأب الروحى.
حقق أسامة الهادى مؤخرًا نجاحًا جماهيريًا ملموسًا بأجدد أغانيه المصورة "الرد مبيوصلش ليه"، والتي تخطت مشاهداتها المليونين، وأعقبت أصداء النجاح الذي لاقى إطلاق أول ألبوماته الغنائية "يومًا ما هطير"، العام الماضي، والذي ضم 10 أغنيات، منها "قد الحياة" و"بنت مبتعرفش تعبر" و"عزيزتى هى" و"كام ذكرى متسابة"، وغلب على معظمها طابع العاطفة "اللى بزيادة"، ولكن الأهم من ذلك أن من ضمن أغنيات الألبوم كانت أغنية "برج الحمل"، والتى تقول كلماتها "إيه العمل بنت من برج الحمل، ساكنة وريدك ومش بإيدك حبها، ولا بإيدك قربها، بعد المسافة عنها، زي السما والأرض".
علمًا بأنه كان يقدمها فى حفلاته الجماهيرية منذ بدايات مشواره حتى قبل أن يقرر ضمها للألبوم بسنتين، وكانت تعتبر من أكثر الأغانى طلبًا فى الحفلات وحتى من أكثر أغانيه انتشارًا لدى الجمهور، وكانت تعد بمثابة الأغنية الوحيدة فى مجال الأندرجراوند أو المزيكا بشكل عام التى اتخذت درب الغناء لبرج فلكى بعينه، وجسدت معانى الرومانسية فى وصف "العشيقة" فى حب برجها، قبل أن يخطف الهضبة الأضواء ومعها عقول الجمهور بأغنيته المثيرة للجدل "برج الحوت"، ومقولتها الشهيرة "والله بحبك موت وأحب برج الحوت"، فهل تكون مجرد صدفة أن تظهر فجأة أغنية جديدة تغنى لنفس البرج بالذات بعد هوجة عمرو دياب؟ أم هى مجرد مصادفة وتوارد عاطفى لدى نوال وأسامة؟، الإجابة ستكشفها بالتأكيد الأيام المقبلة بعد ظهور أغنية الزغبى وكشف حكايتها، ولكن يبقى السبق لدى فتى الأندرجراوند فى غنائه للحمل، على أمل تُخرِج لنا "حنفية الأبراج" أغانى جديدة تتغنى بباقى الأبراج "عشان محدش يزعل من برجه".
