منذ بداية صناعة السينما المصرية، وأصبح الفيلم لا يخلو من العديد من الأغنيات، حتى انتهك كثيرون من مطربى الأغنية حياة السينما، وأصبحوا نجوم شباك، لم يكن الأمر مقتصرا على موهبتهم الغنائية وصوتهم العذب، بل تعدى الأمر ليقفوا فى مواجهة التيار ويكثر الطلب عليهم .
وظهر هذا الأمر منذ بدايات إسماعيل ياسين صاحب المنولوجات الغنائية الأشهر، والذى ذاع صيته بجميع الكازينوهات، وتياتروهات القاهرة، بدأ مشواره الفنى بعد أن ترك مدينته السويس ونزل لأرض النجوم "القاهرة"، بحثا عن فرصة لإظهاره موهبة الغناء، التى أعرب عنها بغنائه جميع أغنيات الفنان محمد عبد الوهاب، لتنقلب الأية ويصبح مغنى المنلوج الأكثر شهرة بالوطن العربى، ويتهافت عليه صانعو الأعمال السينمائية، حتى أنه كان يصنع فى العام الواحد أكثر من 7 أفلام، شارك فى معظمها بالعديد من المنولوجات التى كان يغنيها، معربا عن حال الشخصية التى يجسدها بكل فيلم.
وقبله الفنان محمد عبد الوهاب، دكتور المزيكا، وموسيقار الأجيال، الذى أصبح قدوة الشباب فى زمنه، ومازالت أعماله خالدة حتى وقتنا هذا، الروح التى تبعث المواهب، ويظهر الكل مواهبه الغنائية بسبب طبقاتها وألحانها وكلماته العذبة، بدأ كمطرب، حتى أصبحت له من الأعمال السينمائية الكثير فى فترة الثلاثينيات والأربعينيات من القرن الماضى، ومنها "الوردة البيضاء، ودموع الحب، ويحيا الحب، وممنوع الحب، ولست ملاكاً، وغزل البنات".
عبد الحليم حافظ.. "العندليب الأسمر" ملاك الحب، والصوت العذب الذى اخترق قلوب الفتيات فى زمنه، وحتى الآن تقترن حالات الحب بأغانيه، التى عبر عنها فى العديد من أفلامه السينمائية، ليتهاتف عليه المنتجون حتى شارك بأربعة أفلام فى عام واحد والذى عرف بالعام الذهبى للعندليب، ومنها "لحن الوفاء، أيامنا الحلوة، ليالى الحب، موعد غرام، فتى الأحلام، حكاية حب، يوم من عمرى، أبى فوق الشجرة، معبودة الجماهير، شارع الحب، وأشهرها الوسادة الخالية" .
شادية.. عرفت بغنائها العديد من ألوان الغناء، منها المرح، والوطنى، والرومانسى، لتدخل عالم السينما من أوسع أبوابه، لتشارك فى أكثر من 100 فيلم، ومنها "العقل فى إجازة، الزوجة السابعة، أيام شبابى، ليلة الحنة، صاحبة الملاليم، الروح والجسد، عدل السماء، فى الهوا سوا، القافلة تسير، حماتى قنبلة ذرية، قطر الندى، حظك هذا الأسبوع، لحن الحب، مغامرات إسماعيل ياسين، اللص والكلاب، أضواء المدينة" حيث اشتهرت بالعديد من الأغنيات الخاصة بتلك الأفلام .
نجاة.. اشتهرت باسم "نجاة الصغير" بنت العائلة الفنية، بدأت حياتها الفنية بالغناء فى سن الخامسة فى العديد من التجمعات الموسيقية، حتى شاركت فى أول فيلم سينمائى لها باسم "هدية" لتتوالى أعمالها والتى منها "بنت البلد، غريبة، الشموع السوداء، شاطئ المرح، سبعة أيام فى الجنة، ابنتى العزيزة، جفت الدموع" ولها العديد من الأغنيات الشهيرة فى أفلامها .
سعاد حسنى "سندريلا السينما المصرية" شقيقة الفنانة نجاة، والتى بدأت حياتها الفنية منذ الصغر، اشتهرت بأغنياتها فى الأفلام التى شاركت فيها، ومن أشهرها "حسن ونعيمة، صغيرة على الحب، زوزو، شباب مجنون جداً" حتى أصبح لها رصيد فنى كبير تجاوز الـ80 فيلما .
محمد فوزى، بدأ الغناء منذ الصغر، يسمعه الأهل والأصدقاء، حتى نال شهادته الإعدادية، والتحق بمعهد الموسيقى، وهنا كانت البداية الحقيقية للشهرة والنجومية، شارك فى بطولة العديد من الأفلام السينمائية، حتى أصبح أكثر المطربين الذكور تمثيلا، ومن أعماله "عدو المرأة، قبلنى يا أبى، صاحبة العمارة، بنت الحظ، الروح والجسد، حب وجنون، صباح الخير، نرجس، المرأة والشيطان، بنت باريز، يا حلاوة الحب، ابن للإيجار، أه من الرجالة، غرام راقصة، الأنسة ماما، بنات حواء".
هكذا أصبحوا مبدعين، ليمتد الأمر لوقتنا هذا، وكأنها وراثة بالجينات الفنية، ليخطوا خطاهم العديد من نجوم وقتنا الحاضر، ويجمعوا بين الغناء والتمثيل، ومنهم الفنان محمد فؤاد، الذى بدأ كمطرب وأصبح له رصيد كاف من الأعمال السينمائية والتليفزيونية، ومنها "القلب وما يعشق، أمريكا شيكا بيكا، إشارة مرور، إسماعيلية رايح جاى، رحلة حب، هوفيه إيه، غاوى حب، أغلى من حياتى".