«ميت من يجتنب الشغف ولا يجازف باليقين فى سبيل اللايقين من أجل أن يطارد أحد أحلامه».. كانت هذه إحدى كلمات الشاعر التشيلى بابلو نيرودا، الذى أكد لنا من خلالها أن مطاردة أحلامنا والتمسك بشغفنا هو السبيل الوحيد للشعور بأننا مازلنا أحياء ولسنا سوى أجساد تتحرك بدون روح، قد يخشى الكثير المجازفة، وقد نخشى أيضا مطاردة أحلامنا إذا كنا على يقين أنها ستكلفنا الكثير، وقد ندرك جيدا أن اللا يقين الذى نذهب له هو شىء غامض يجعلنا نشعر بالخوف من السير تجاهه، إلا أنه مازال هناك أشخاص على أرض الواقع يتمسكون بأحلامهم من أجل الشعور بأنهم مازالوا أحياء.
تويا الطوخي.. هذه الفتاة الثلاثينية التى طالما حلمت منذ طفولتها بأن تصبح مصممة أزياء، فعشقت هذا المجال إلا أنها بطبيعة الحال ونظرا لتفوقها الدراسى لم يكن من الوارد أن تدرس هذا المجال بدلا من الالتحاق بواحدة من كليات القمة كما يتم تلقيبها.
لم يكن عملها بتصميم الأزياء فى ذلك الوقت خطوة ناجحة خاصة وأنه من المعروف أن هذا المجال لا يجلب أموالا بسرعة، لذلك قررت أن يكون عملا إضافيا تشبع شغفها به بجانب عملها كمهندسة معمارية، إلا أنها وتبعا للمثل الشعبى «صاحب بالين كداب»، قررت التخلى عن الهندسة المعمارية فى نهاية المطاف من أجل تحقيق حلم طفولتها.
منذ بداية عملها بتصميم الأزياء، كانت مدركة تماما أن الفتيات المحجبات تلك الفئة التى تعانى بشكل كبير فى اختيار ملابسها، خاصة وأنه لا توجد ملابس ملائمة لهن دون أن تتكون من الكثير من القطع، لذلك قررت أن تكون مصممة أزياء للمحجبات.
ومع مرور الوقت أدركت «الطوخي» أن عليها التوسع فى مجال الأزياء، فقررت أن تكون مصممة أزياء للمحجاب وغير المحجبات وللأطفال أيضا، لتكون بذلك مصممة أزياء شاملة.
حرصت الطوخيعلى المشاركة فى أكثر من احتفال مخصص لمصممى الأزياء رغبة فى عرض أعمالها وتصاميمها، وكان آخرها مشاركتها فى فعاليات الموسم الرابع لكايرو وينتر فاشون شو، الذى حصدت خلال مسابقته الجائزة الأولى لأفضل تصميم، ويبدو أن عشقها للتصميم لن يتوقف عند تصميم الأزياء فقط، بل ستتجه لتصميم حقائب من الجلد الطبيعى لتدعم بها تصميماتها، ومازالت «تويا» تسير نحو حلمها متمسكة بشغفها.