من حق أي فنان أن تكون له علاقته الخاصة جدا بدينه وإيمانه ومعتقداته، ويفضل أن تكون لهذه العلاقة مساحتها البعيدة عن الأضواء خاصة أن الجمهور دائما متعدد التوجهات، الأفكار، المعتقدات، والأحكام، لذلك قامت الدنيا ولم تقعد عندما قرر المطرب أحمد سعد أن ينشر فيديو له وهو يقرأ القرآن ويصلي إحدى الصلوات في منزله.
أزمة فيديو أحمد سعد لم تخرج فقط لأنه أعلن عن صلاته وفرض علاقته الدينية برب العالمين على جمهوره المتنوع، لكن لأنه أخطأ في التوقيت الذي اختاره، فمازال جدل زواجه من النجمة سمية الخشاب بعد نفى استمر لأشهر محل حديث وايفيهات وكوميكس رواد مواقع التواصل الاجتماعي، كما أن إعلانهما عن علاقتهما الروحانية لم ينساه الجمهور بعد، ومن هنا كانت الهجمة الشرسة من الجمهور على فيديو صلاة أحمد سعد.
المتابع لحساب أحمد سعد على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" سيشعر أنه داخل حساب لشخصين مختلفين، فهو دائما ما ينشر فيديوهات لشيوخ يتحدثون عن الصلاة، وبعدها فيديوهات لحفلاته وهو يغني، ثم فيديو آخر للشيخ الشعراوي، وبعده مباشرة ينشر أحد أصدقائه فيديو لرقصة لبرديس، ويتركها سعد دون حذف، ثم ينشر سعد أذان بصوت إيمان البحر درويش، وبعدها كليب لأغنية عاطفية هندية.
لا نلوم على أحمد سعد، ولديه كل الحرية في اختياراته وتفضيلاته، وقد يكون من الأشخاص الذين يؤمنون بنظرية "ساعة لقلبك وساعة لربك"، فهو يعطي لآخرته كما يعطي لدنياه، وهذا أمر جيد، ولكن على أحمد سعد أن يعي أنه إذا استمر في التعاطي والإعلان عن تدينه وروحانياته، سيمل الجمهور من ذلك، وقد تستمر هوجة الانتقادات والهجوم عليه، ووقتها قد يأخذ الأمر من فنه ونجوميته ليتحول لفنان يسعي للظهور والشهرة.