أثارت أزمة الدكتورة منى البرنس حالة من الجدل، فبعد أن قامت جامعة السويس بتحويل أستاذة الأدب للتحقيق نظرا لنشرها فيديو عبر حسابها الخاص بالفيس بوك ظهرت من خلاله وهى تقوم بالرقص، بدأ الجميع في البحث عن كل ما يخصها فانتشرت العديد من الصور لها بملابس البحر وأخرى وهى تدخن وغيرها، وبالرغم من أن هذه الصور هي من قامت بنشرها في وقت سابق عبر صفحتها الخاصة إلا أن الكثير تعامل مع الصور على أنها سلسلة من الفضائح وليست مجرد صور.
وفى الحقيقة ما يثير الجدل هنا ليست الصور أو الفيديو التي قامت «البرنس» بنشرها ولكن هو اقتحام الخصوصية الذي حدث، ألم يخجل من أعطى لنفسه الحق بمحاسبتها على فيديو عبر حسابها الخاص، وبفرض أن ما حدث ليس اقتحاما للخصوصية وأن كل ما ينشر عبر مواقع التواصل الإجتماعي يتم تداول بشكل سريع وكأنه حق مكتسب للجميع، فهل لمجرد أنها أستاذة جامعية، يسمح بمحاسبتها على حياتها الشخصية أم أن الحساب يكون على عملها، فطالما علمنا أن الأستاذ أو المدرس أو الطبيب أو أى من كان، تقوم جهة عمله بمحاسبة في حال تقصيره بالعمل، سواء لتطاوله على رؤسائه أو ارتكابه لخطأ مهني لا يغتفر ولكن لم نسمع يوما أن الرؤساء بالعمل يحاسبون العاملين لديهم على حياتهم الشخصية، فهل قامت «البرنس» بالرقص دخل مدرج الجامعة أم في منزلها؟ وهل قامت بنشر صورها بملابس السباحة على جدران الجامعة أم على حسابها الخاص؟ وطالما قد فعلت هذه الأمور بعيدا عن الحرم الجامعي فلماذا تتم محاسبتها إذا؟
وإنصافا للحق فلا يمكن أن نقل هنا أن الأمر مجرد نوع من العنصرية أو لأنها امرأة، فقد سبقها بأسبوع حالة من الجدل الكبير حول مدير المدرسة الذي شارك طلابه في احتفال وقام بأداء بعض الحركات التي فسرها الكثير على إنها وصلات رقص وانهالت التعليقات التي تتهمه بالفساد، وكأن أيضا مدير المدرسة ليس من حقه الضحك أو مشاركة طلابه الفرحة؟ فمن الواضح أن الراسخ في ذهن الجميع أن الأستاذ أو الطبيب أو كل من يمتهن مهنة «عليها القيمة» ليس من حقه أن يحيا حياة عادية مثل غيره من البشر.
وبالعودة مرة أخرى لقضية «البرنس» وملابس السباحة، ألم ينظر البعض أن هناك الكثير من الشخصيات العامة والسياسة على مستوى العام ظهرن مرتديات لملابس السباحة فكانت من أشهرهن هيلارى كلينتون، أنجيلا ميركل، كوليندا غرابار رئيسة كرواتيا، وغيرهن من الشخصيات العامة فهن لا تتخفين من عدسات المصورين بل يتصدرن بهذه الصور أغلفة المجلات ويقمن بنشرها عبر حسباتهن الخاصة، ولم يحجر أحد على حياتهن ويمنعهن من التمتع بها.
في الحقيقة إن ما حدث مع البرنس يبدو غير منطقيا ويحتاج لمزيد من التفسير، فهل أخطأت البرنس عندما أرادت أن تعيش حياتها كما يحلو لها دون أن تسئ لعملها ؟!.
وما لايعرفه الكثيرون أن هناك مجموعة كبيرة من الصور المنتشرة على مواقع التواصل الاجتماعى لكبار الشخصيات ورؤساء الدول وهم يرتدون المايوه، في ظهورهم على الشواطئ، وبعيدا عن حياتهم العملية.