المرأة من أهم ركائز أي مجتمع، وهي المحور الأساسي في تقدم أي أمة وتطورها، فهي نصف المجتمع إن لم يكن أكثر من ذلك قليلا، فهي التي تنجب الرجال وتصنع منهم أشخاصا قادرين على العطاء، إلا أن ذلك المخلوق الرقيق الذي يسمى "المرأة" من الوارد أن يكون مضطهدا، أو أن يكون محروما من حقوقه التي يكفلها له الدولة والقانون، لذا يجب على بعض المؤسسات، التوعية بضرورة إعطاء المرأة حقها، ومن بين تلك المؤسسات المنوطة بذلك الدور، المؤسسة الإعلامية بشقيها المرئي والمسموع، ومن هنا كان لدكتور هويدا مصطفى أستاذ الإذاعة والتلفزيون بجامعة القاهرة رأي اختصت به "عين":
تقول دكتورة هويدا مصطفى: تحتل قضايا المرأة أهمية كبيرة في المجتمع، فمكانة المرأة ودورها ومدى مساهمتها في المجتمع والتفاعل مع قضاياه، أمر مهم للغاية، حيث يعد وضع المرأة وما تحصل عليه من حقوق وحجم مشاركتها فى الحياة العامة أحد وسائل أو مؤشرات التنمية.
وأضافت: كل التقارير الدولية تضع مؤشر التطور في وضع المرأة كأحد مؤشرات قياس درجة تطور الدولة، وقياس ما حققته على مقاييس التنمية، وبالتالي فقضية تمكين المرأة، لها أهميتها الكبيرة، وهي تعني مدى التطور الذي حققته المرأة فى المجالات الثقافية والتعليمية والسياسية والاقتصادية، والتمكين معناه رفع قدرات المرأة وتحسين أوضاعها الاقتصادية والتعليمية والثقافية، وهو ما يستدعى العمل على تنمية وعيها ومواجهة المشكلات التي تعاني منها.
وأكدت على أنه بالرغم مما حققته من إنجازات إلا أنها لا تزال تعاني من مشكلات، منها ارتفاع نسبة الأمية، والفقر وضعف المستوى الاقتصادي، خاصة فى الريف و المناطق البعيدة عن مجالات التنمية والتحديث، فضلا عن مشكلات العنف ضد المرأة والقوانين والتشريعات التي لا تعطيها حقوقها في المساواة، بالإضافة إلى النظرة التقليدية للمرأة، التي أحيانا ما تجعلها بعيدة عن مجال المشاركة المجتمعية، وضعف مشاركتها الاقتصادية رغم أن نسبة المرأة المعيلة تزيد عن 30 %من النساء، وهذا يتطلب وضع برامج للتمكين الاقتصادي للمرأة وتوفير برامج للتدريب والتوعية، وهنا يأتي دور الإعلام في تبني قضايا المرأة وتناولها وعرضها، حتى يكون هناك اهتمام من جانب متخذي القرار، فبرامج الإذاعة والتليفزيون يجب أن تتناول قضايا المرأة، لرفع وعي المجتمع بأهمية مشاركتها و إدماج قضاياها في خطط التنمية، كما يستطيع الإعلام أن يساهم في مواجهة مشاكل تعاني منها المرأة، وتنمية وعيها بأهمية التمسك بحقوقها في التعليم و العمل والرعاية الصحية والمشاركة السياسية.
وأشارت إلى أن الدراما تستطيع تبني قضايا مهمة تعاني منها المرأة، كالأحوال الشخصية وقضايا العنف ضد المرأة والميراث وغيرها، وهو بالفعل ما نجحت فيه بعض الأفلام و المسلسلات، كما يستطيع الإعلام أن يغير من الصورة النمطية عن المرأة، بتقديم نماذج ناجحة في كل المجالات فقضايا المرأة ترتبط بالموروثات والثقافة السائدة والعادات والتقاليد، التي أحيانا تكون عائقا أمام تطور وضع المرأة، فالإعلام يستطيع أن يغير من النمط الثقافي السائد ليكون داعما لقضايا المرأة.