بتلقائيتها وبساطتها وخفة دمها ودلالها وأدائها الخاص وصوتها القوى نجحت دلوعة السينما المصرية شادية فى إثبات موهبتها من طلتها الأولى وظهورها الأول من خلال أول أفلامها "العقل فى إجازة"، والذى خاضت من خلاله البطولة أمام محمد فوزى، وجسدت من خلاله دور الفتاة الطيبة البسيطة، وتنقلت ما بين العديد من الأدوار الخفيفة التى جعل البعض يعتقد أنها لا تستطيع تقديم الأدوار الصعبة.
وهو ما جعلها تواجه هذه الأقاويل بتحدِّ لتقدم العديد من الأعمال التى تعتمد على الأداء التمثيلى الأكثر تعقيدا وتثبت أنها فنانة كبيرة، وتقدم أدوارا تتميز بالعمق، حيث نجحت فى تغير نظرة الأديب العالمى نجيب محفوظ الذى أكد أنها فنانة تصلح للأدوار الخفيفة، وأن تكون فتاة أحلام الشباب وليس بطلة لروايته بعدما تم ترشيحها لفيلم من كتابته إلا أنها أبهرته منذ طالتها الأولى لتعكس الصورة التى سيطرت عليه مؤكدة أنها ممثلة بارعة وتستطيع تجسيد جميع الأدوار والشخصيات وليست البطلة الدلوعة فقط.
شادية
ويضم رصيد شادية الفنى الكثير من الأعمال الفنية المهمة، ونرصد منها بعض المشاهد المؤثرة والمهمة التى تدرجت فيها شادية ما بين العديد من الأدوار الخفيفة والصعبة والمعقدة لتصبح فى عصرها نجمة الشباك الأولى بلا منازع.
قدمت شادية واحدا من أشهر أدوارها الرومانسية فى فيلم "أغلى من حياتى"، ويعد من أهم المشاهد المؤثرة فى الفيلم المواجهة التى تمت بينها وبين ابن حبيبها صلاح ذو الفقار، والتى تعرضت فيها لإهانة شديدة منه رافضة الافصاح عن شخصيتها وأنها زوجة والدته وحبيبته التى تسببت بعض الظروف فى انفصالهما فى الماضى، وتزوج هو من أخرى بينما هى ظلت على وعدها له.
ضم فيلم "الزوجة رقم 13" للفنانة شادية والذى شاركه فى بطولته رشدى أباظة العديد من المشاهد المهمة منها اللحظة الفاصلة التى تعلم فيها حقيقة عريسها بعد عقد القران أنه سبق له الزواج من 12 امرأة، ومن هنا تبدأ فى خطة وتدبير العديد من المكائد لتلقينه درسا مهما وتضعه فى مأزق من خلال إقامتها لحفل عيد ميلاده سويا إلى أنها تتفق مع زوجاته على الحضور فجأة واحدة تلو الأخرى، ويحاول هو الخروج من المأزق بإقناعها بأنهم أقاربه.
يعد فيلم المرأة المجهولة من أهم الأفلام فى تاريخ السينما المصرية ومشوار شادية أيضا، وحقق نجاحا كبيرا وقت عرضه، حيث جسدت فيه زوجة تتعرض للظلم بعض القبض عليها فى مكان مشبوه والذى ذهبت إليه للاطمئنان على صديقة مريضة، وفى حالة حرجة، إلا أن الظروف تأتى عكسها ويطلقها زوجها الذى يقوم بدوره عماد حمدى ويخبر ابنهما بأن والدته قد توفيت وتتعرض شادية للمرض والصدمة الشديدة لفقدانها ابنها ويضم العمل الكثير من المشاهد المؤثرة والصعبة منها المشهد الأخير الذى يقف فيها ابنها المحامى ويجسد دوره شكرى سرحان للدفاع عنها بعد مثولها أمام القضاء بتهمة قتل كمال الشناوى والذى تسبب فى تدمير حياتها، إلى جانب مشهد آخر فى بداية الفيلم أثناء تعرضها لصدمة شديدة ورؤيتها ابنها عن طريق التهيئات.
جاء مشهد نهاية فيلم "نحن لا نزرع الشوك" من المشاهد المؤثرة داخل الأحداث التى تعرضت فيها للعديد من المواقف الصعبة والظلم ويعد المشهد الأخير هو مشهد موتها على فراش المرض بعد أن تلتقى بحب عمرها الذى ظلت تبحث عنه طوال الفيلم.
ومن المشاهد المهمة أيضا للفنانة شادية المشهد الذى قررت فيه أن تثور لأهل قريتها ضد الظلم وتحدى حاكم القرية المستبد والذى لا يتوقف عن إطلاق الرصاص فى وجه كل من يعترض، وذلك من خلال فيلم "شىء من الخوف"، خلال مشهد فتح الماء لأهل القرية والتى أغلقها عتريس، وتسبب فى حالة جفاف شديدة للأرضى ووقوع الضرر عليهم لتدخل فى صراع معه.
قدمت شادية دور الأم لمجموعة من الشباب فى "لا تسألنى من أنا" منهم إلهام شاهين ويسرا وهشام سليم، الذين كانوا فى بداية مشوارهم الفنى، من خلال قصة درامية، حيث جسدت شادية دور الخادمة التى تضطر من أجل الصرف على أولادها أن تقبل عرض السيدة التى كانت تعمل لديها، على أن تتبنى أحد أطفالها وبالتالى تتم الصفقة، وتشترط شادية أن تكون هى المربية للطفلة والتى تقدم دورها يسرا التى تعلم بعد وفاة والدتها التى تبنتها أنها ليست أمها وتبدأ مرحلة البحث عن والدتها، بينما تظل شادية تلتزم الصمت رغم المواجهة التى تتم بينهما وتعد من المشاهد المؤثرة فى العمل.