أنا بيني وبين الدنيا قزاز عالم وهمى وعايش فى جهاز أنا تهت ومش عارف أنا مين شاشة التليفون ودتنى لفين".. بمثل هذه الكلمات الممزوجة بجرعة "أوفر دوز" من المفاجآت الموسيقية والتصويرية انطلقت فرقة وسط البلد فى رحلة عودتها إلى الساحة الجماهيرية بعد غياب طويل، بـ"لوك جديد" و"محتوى موسيقى مفاجئ، ظهرت أولى بشائره عبر إطلاقها أغنيتها المصورة الجديدة "شاشة التليفون".
أربع دقائق ونصف بالتمام هى مدة الرحلة التى تخطفك إليها وسط البلد إلى كواليس العالم الافتراضى، بتجسيد كل مشاعر الادعاء والنقص والخلل الاجتماعى والفراغ النفسى والهوة العاطفية التى خلقتها مواقع التواصل الاجتماعى بدلًا من تحقيق معنى اسمها، فبدلًا من تجميع الناس جميعًا بروابط اتصال مباشرة فرقتهم بسوءات المشاعر الـfake، وتحولت أحاسيس الحب إلى "تكة" إعجاب وقلوب زرقاء، ومعانى الاهتمام بمجرد متابعة وفولو، والنجاح أصبح بعدد اللايكات والفولورز، والتهم العالم الافتراضى جميع اهتماماتنا بالعالم الحقيقى وأصبح هو الواقع الافتراضى نفسه، تلخص ذلك فى الكوبليه الأخير للأغنية "ده لاهو اجتماعى ولا تواصل، الشاشة وخدانا وسرقانا بكاشات شريانا، قربنا خلاص على يوم الدين".
حالة من "اللخبطة" و"الانبهار وعدم الفهم ربما تنتابك عند مشاهدة الكليب لأول وهلة، بين استغراب عن فحوى الكلمات وتعبيراتها الغريبة قليلًا عن تيمة وسط البلد، وتلقائية أغلبها، وبساطتها فى العموم، وبين انبهارك أولًا بالتطور الموسيقى الملحوظ الذى خرجت به الفرقة من "قوقعة" غيابها عن منافسة الألبومات لمدة سنتين عن آخر ألبوماتها "كراكيب"، وربما ستحتاج إلى مشاهدة الكليب أكثر من مرة، الأولى "خد فكرة"، والثانية ركز على تفاصيل التصوير نفسه، فكل تفصيلة وكل كادر جسد معاناة من نوع مختلف فى عوالم السوشيال ميديا بين الفيسبوك والانستا والتويتس وحتى الاسنابات مع ظهور ضيف غير متوقع فى الكليب ينافس هانى عادل على دور بطولة فيلم الكليب، وهو النجم آسر ياسين، مع التجسيد البارع لفكرة "التجول" داخل قوقعة العالم الافتراضى وكأنك محبوس داخل شاشة تليفونك بالفعل وسط "السوشيال لايف" غير الحقيقية خاصتك. وأخيرًا، "التالتة تابتة" وركز بإمعان في فحوى المزيكا نفسها، والتى تخطفك حالة الهادئة نسبيا فى أول دقيقتين حتى تجبرك على الرقص على إيقاعاتها بشكل مفاجئ.
"شاشة التليفون"، مفاجئة بالنسبة لعشاق وسط البلد، كونها أول تعتبر أول كليب رسمى للفرقة، رغم ظهورها من قبل في كليب "كراكيب" منذ سنتين ضمن حملة إعلانية معينة، وظهورها فى كليب "لو كان" منذ 4 شهور ضمن حملة دعم اللاجئين، لكن الأمر هنا مختلف، الكليب يمثل انطلاقة حقيقية جديدة لأقدم فرقة مزيكا في مصر، والتى يقترب عمرها من العقدين، كما تأتى ضمن أول بشائر ألبومها الغنائى الجديد "بنطلونى الجينز"، والذى يعيدها بشكل موسيقى غنائى ولوك بشكل عام مختلف تمامًا عن المعتاد في أغانيها بعد سنتين عن آخر ألبوماتها "كراكيب"، و6 سنين عن ألبومها الأشهر روبابيكيا"، كما يعد بداية تفجير المفاجأة الأكبر في إطلاق الألبوم بالكامل، والذى خاضت خلاله الفرقة تجربة تقديم "أطول ألبوم في مصر"، بمجموعة أغنيات تتخطى الـ14 أغنية، ومن الواضح فى الشكل الموسيقى والإنتاج الاحترافي للأغنية والكليب، فيمكن اختصار "شاشة التليفون" بجملة "welome back وسط البلد".
