من يعرف فيروز جيدا، يعرف تماما أنها ليست فقط صوت الشتاء وفنجان القهوة، ليست صوت الرومانسية وقصص الحب ودفئها، لكنها أيضا صوت القوة والانتماء، والقضايا الوطنية أحيانا.
خلال مشوارها الفنى غنت فيروز لكثير من البلدان العربية، غنت لها فرحا بالانتصارات، وغنت وقت الأزمات، وكذلك غنت رثاءً على الكبوات والأزمات، وبعض البلدان غنت لها فيروز مغازلة لحبها الكبير لها ولشعوبها.
بالطبع كان للبنان الوطن الأم ومنبت الرأس المرتبة الأولى فى أغانى فيروز، فقدمت بضع أغان تستخدم اسم لبنان تارة، وبيروت تارة أخرى، كما غنت لها تحت اسم بلادى، ربطت لبنان بعودة حبيبها، ومنحت لذكرياتها جنسية بلادها، بل إنها غنت لأماكن معينة وأحياء فى بيروت من شدة حبها وتعلقها بها، قالت لبنان الحقيقى جاى، وبحبك يا لبنان، بيروت هل ذرفت؟، حملت بيروت، وغيرها من الروائع.
على الجانب الآخر لم تغفل فيروز انتماءها لوطنها العربى، وحبها لأماكن بعينها به، فكانت القدس محط أنظارها وغنت لها عددا من الأغنيات أشهرها يا قدس.
ودللت فيروز على عشقها لمدينة الإسكندرية المصرية وشاطئها الشهير وبحرها العليل فتغنت بشط إسكندرية، وفرحت بانتصارات مصر وأعلنتها فى أغنيتها يا مصر عادت شمسك الذهب ولم تنس جارتها الغالية دمشق وغنت لها إلى دمشق، وشام يا ذا السيف، وفتاة سوريا.
غنت فيروز لبغداد بغداد والشعراء، ولتونس أرسلت إليها "إليك من لبنان يا تونس الشقيقة"، وغنت للكويت والإمارات ولمعظم الدول العربية.
كما غنت فيروز للأردن، وقالت عمان فى القلب، وأنا والمساء والأردن، وخلال أسفارها قررت أن تغنى لأكثر الدول التى توقفت عندها فغنت لباريس وللأندلس، فقالت باريس، وأذكر الأندلس، يا زمان الوصل بالأندلس، وغنت أيضا لكندا فقالت بيتى الصغير بكندا، وغيرها من الأماكن التى ظلت فى مخيلتها ومشاعرها، ليحب جمهور فيروز هذه الأماكن إكراما لنجمتهم المفضلة حتى وإن لم يزوروها من قبل.