حالة من الغضب والاستياء الشديدين، سيطرت على كثير من شعراء وملحنى الوسط الغنائى، بسبب القرار الجديد الذى استصدرته المصنفات الفنية، والذى يقضى بضرورة تقديم الأغنية قبل عمل التصريحات الخاصة بها، وموافقة المصنفات على كلماتها والسماح بطرحها قبل أى شىء، أو رفضها إذا ما رأت المصنفات الفنية أن الأمر لا يتناسب مع الذوق العام والقيم المجتمعية، على ألا يصدر قرار بشأن أية أغنية قبل أسبوعين.
فى الكواليس يؤكد كثير من صناع الغناء أن السبب الرئيسى وراء تمسك الرقابة على المصنفات الفنية بمثل هذا القرار هو الأزمة الأخيرة لكليب شيما، والذى أثار كثيرا من الجدل لما يحويه من مشاهد مسفة وتلميحات وإيحاءات غير أخلاقية.
غضب الشعراء تحديدا يقوم على تأخر عملية بيع الأغنية، حيث يذهب كثير من الشعراء أن المطربين بطبعهم أشخاص مترددة خاصة فيما يتعلق بالأغنيات التى يقدمونها للجمهور، وإذا ما تأخرت الأغنية أو أبدت المصنفات أية ملاحظة عليها، فقد يجعل هذا المطرب يتراجع على الفور عن قرار شرائها، وهو الأمر الذى سيضر بالصناعة وعملية البيع والشراء أكثر مما هى عليه بالفعل، وهو ما سيضاعف حالة الكساد والتراخى التى يعانى منها الموسيقيون فى مصر خلال هذه الفترة.
أما السبب الآخر فهو رؤية البعض بأنه من حق أى مبدع أن يكتب ما يريد، وفى النهاية على الجمهور أن يقبل ويختار لأنه ليس قاصرا.
وهذا الرأى تحديدا يقابل بكثير من الرفض من بعض المتقبلين للقرار، حيث يذهب هذا الفريق أن الأغنية ليست كالفيلم، أى أن مرورها على المستمع لا يتطلب أن يختار، فمن الممكن أن يضطر لسماعها فى الراديو، أو على اليوتيوب أو غيرها، بعكس الأفلام التى يذهب لها المشاهد وهو فى كامل قواه العقلية، بل أنه يدفع مقابل مادى لمشاهدتها فى السينما أيضا.
وما بين مؤيد ومعارض يشهد الوسط الغنائى حالة من الغليان لا يظهر فى الأفق أنها ستنتهى قريبا، لكن الأيام المقبلة وحدها التى ستحدد الوضع بعد أن يحدد كل شاعر موقفه، وتعلن الأسماء الكبيرة من الشعراء والملحنين رؤيتها لهذا القرار.