لكل مناسبة حصانها الأسود، والجندى المجهول، الذى يحمل الريادة بيده وينطلق نحو الآفاق، فقد اعتدنا تواجد اسمه بالكثير من الأعمال الغنائية التى طُرحت بأواخر الثمانينات والأول التسعينات من القرن الماضى، سواء بالتلحين أو التوزيع أو الغناء، فعلى الرغم من عدم دراسته وحصوله على شهادة أكاديمية فى الموسيقى، إلى أنه برع فى الشىء الذى أحبه مقتنعا بأن موهبته هى الأهم والكفيلة لنجوميته وشهرته.
"حميد الشاعرى".. لم يتواجد ضمن قائمة نجوم ونجمات الثمانينات والتسعينات فى الحفل الذى أقيم أمس الجمعة باستاد القاهرة، والذى نظمته وكالة الأهرام للإعلان تحت مسمى "حفل القرن"، رغم أنه صاحب الفضل على كثير من نجوم التسعينات، والحائط الذى استند عليه عدد ممن نجحت أعمالهم فى تلك الفترة.
حمل الفنان حميد الشاعرى بجيناته الفنية بين الطابع الليبى والمصرى، ليصنع من الأمرين حالة بالتوزيع والتلحين الموسيقي ببداية التسعينات، لتتوجه له الاتهامات بإفساد الذوق العام، والتعدى على التراث، وإغراق الساحة الغنائية بأصوات شابة غير صالحة للغناء، وكان من أشد معارضيه الملحن حلمى بكر والذى مثل فى ذلك الوقت فريق المدافعين عن التراث الموسيقى العربى ضد القادمين الجدد، ولكنه بإيمانه وموهبته صنع ثورة بنمط الموسيقى الذى اعتدنا عليه، ليضع بصمته بالكثير من أغانى التسعينات.
قام بتوزيع العديد من الأغنيات التي صعدت لسماء الفن، وكانت السبب وراء شهرت مطربيها، ومنها أغنية "لولاكى" للفنان على حميدة، وأغنية "حلال عليك" التى شارك الفنان هشام عباس بغنائها، والتى كانت الانطلاقه الأولى لهشام، حيث أبدع الشاعرى فى تلحين تلك الأغنية وتوزيعها.
وأيضا أبدع الشاعرى فى تلحين وغناء أغنية "بتكلم جد" بمشاركة الفنانة سيمون، وهى من كلمات حمال عبد العزيز، ومن إنتاج عام 1990، بالإضافة إلى أغنية "قشر البندق" والتى حملت اسم فيلمه عام 1995، وحققت نجاحا كبيرا.
وبعد النجاح الذى حققته أغنية "حلال عليك" عاد الثنائى حميد الشاعرى وهشام عباس بأغنية ثانية تحمل اسم "عينى" عام 1997 والتى حققت نجاحا كبيرا، بالإضافة إلى أغنية "جلجلى" من كلمات عادل عمر وألحان وتوزيع وغناء حميد الشاعرى.
كما حقق حميد الشاعرى نجاحا كبيرا بمشاركته الفنان والملحن ناصر المزداوى فى تلحين وتوزيع أغنية "نور العين" للنجم عمرو دياب والتى حصل من خلالها على جائزة الميوزيك أوورد.
وهناك العديد من الأعمال التى شارك فيها الفنان والملحن حميد الشاعرى، إما بالغناء أو التوزيع أو التلحين، أو كل ما سبق الأمر الذى يستحق إطلاق اسم "الفنان الشامل" عليه.