ما بين الشجب واللعن والاتهامات سوف تتوه أسماء ضحايا مجزرة كنائس طنطا والأسكندرية.. اليوم عمرو دياب وأنغام ولطيفة وبقية النجوم الذين اعلنوا حزنهم وغضبهم وغدا تعود كافة الأمور لطبيعتها، مثلما حدث من قبل مع كل حادث إرهابى يستهدف مواطنين فى مسجد أو كنيسة أو فى سيناء أو الصعيد والدلتا.. يبدو أن الإرهاب يستقوى علينا بسلبيتنا التى تزداد مع كل صورة جديدة تتساقط منها دماء مصرية ومع الوقت تتحول "لبوست" على فيس بوك أو انستجرام، هكذا يكتسب الإرهاب قوته وهكذا يتوارى بعورته من أمام أعيننا التى تجمدت فيها الدموع وهانت عليها الأحزان وأصبحنا نتابع ضحايا الغدر بدم بارد من خلال أكاونتات المشاهير وشرائط الأخبار فى القنوات الفضائية.
مازال هناك من يهلل بتقصير الحكومة، هناك أيضا من يطالب بمعاقبة الشرطة، وأطراف أخرى تنفخ فى نيران الفتنة ومازلنا لا نتعظ حتى بعد استباحة دمائنا فى الأشهر الحرم باسم الدين والإسلام.. مازل هناك من يقارن بين دماء المسلم والمسيحى فى مصر بينما العالم لا يكترث لنا من الأساس سواء كان ذلك بالصدفة أم مدفوعا بأموال القطريين الممولين الحقيقيين لتجاهل أحداث الإرهاب فى مصر فى بعض مؤسسات الإعلام الغربية!
ربما يصدر النجوم "بوستاتهم" الحزينة وربما تشهد الساحة أغانى داعمة للترابط وربما تشجب النقابات والوزارات حوادث الإرهاب لكن الحل لن يكون مطلقا بكل ذلك لأن الإرهاب سوف يستمر طالما أن رؤوس الأفاعى ترتع وتلعب فى السجون والمدافعين عنهم يتلاعبون بالقوانين التي تبقيهم بعيدا عن العقاب الذى يخرس جميع الألسنة ورغم ذلك نحن من ندفع الثمن.. الأقباط فى أعيادهم والمصلون فى كنائسهم والمسلمون فى مساجدهم والمصريون فى ترابطهم.