قال الدكتور شوقى علام، مفتى الجمهورية، إن علماء الأمة هم كتائب النور، وأن هذه الكلمة لها مغذى من حيث إنها تعتبر العالم فى ميدانه بما يبذله من جهد لتنوير الناس هو جندى من الجنود الذى يعول عليهم فى البناء، موضحا كما أن الجندى يدافع عن مقدرات وتراب وهوية الوطن فكذلك العالم فى ميدانه هو بمثابة الجندى وينير الطريق للناس لكى يسيروا على نهج صحيح بمنهجية علمية راسخة.
وأضاف الدكتور شوقى علام، فى لقاء ببرنامج "حوار المفتى" المذاع على قناة ON Live، أن العالم أصبح جندى ومنير ويؤدى سلوكه إلى أن يكون عامل استقرار للمجتمع وجزء من الحل فى قضايا الناس جميعا، مطالبا بإتباع منهجية العلماء الحقيقية الراسخة، التى أرساها صحابة الرسول عبر التاريخ إلى أن وصلت لوقتنا الآن.
وأوضح الدكتور شوقى علام، أن التفسير الخاطئ الذى استند إليه الخوارج الأوائل هو ما زال تفسير خاطئ ممتد عبر التاريخ إلى أن وصل لزمننا هذا، قائلا "المشكلة فى الأيام الحالية تكمن فى الإتباع الأعمى من قبل أتباع هؤلاء الإرهابيين، وعندما تستمع إلى شاب مغرر به منهم نلاحظ أن المرجعية عنده شخص ينتمى لتنظيمه وليس عالمًا معتبرًا".
وأكد الدكتور شوقى علام، أن الباحث فى تاريخ هذه المجموعات الإرهابية يرى ما يزيد عن 90% من العناصر الإرهابية لم يتربوا على موائد العلم الشرعى، ولم يجلسوا لمشايخ العلم الصحيح كما أنهم لم يقرءوا تفسيرات العلماء ولكن أولوا النصوص لتحقيق الأغراض السياسية فى الحكم بإضفاء صبغة دينية.
وتابع: "الأفكار المتطرفة موجودة عبر التاريخ ويطردها دائما الفكر الصحيح، وكلما كان هناك فكر صحيح وجهاد علمى حقيقى وبحوث علمية رصينة وعلماء مقتدرون يبحثون المسألة ويدفعون الفاسد فهذا الفكر الفاسد يذهب متخفيا عن أعين الناس، ولكن عندما يضعف العلماء ويصبح دورهم غير مؤثر يبرز الفكر المتطرف".
واستطرد: "فى العقود السابقة الفكر المتطرف ظهر شيئا فشيئا وبدأت تكون له وجهة نظر على الساحة ربما اقتنع بها البعض، ولكن عندما نكون أمام جهاد حقيقى علمى تزول هذه الأفكار تماما ولا تكون لها قيمة والناس لا يعتبرون بها"، مشددا على ضرورة إيجاد ثقافة حقيقة توضح للناس بأن الأفكار الهادمة تؤدى إلى مفاسد عديدة ولا تستقيم أمام المعايير العلمية الحقيقية.