على الرغم من وقوع العديد من الفنانين فى إدمان القمار كعملاق المسرح العربى يوسف وهبي، وملك العود فريد الأطرش وأخته الراحلة أسمهان، يظل العالمى عمر الشريف أشهر مقامر عرفته السينما المصرية، والعالم أجمع وأكبر دليل على ذلك وجود لعبة قمار أو بريدج على الانترنت تحمل اسمه.
ورث عمر الشريف حب لعب القمار، عن والدته كلير سعادة التى كانت سيدة مجتمع، تنتمى لأسرة ذات أصول لبنانية سورية أرستقراطية، أدمنت المقامرة وحرصت على لعبها بشكل يومي، كما حرصت على تعليمها لابنها، حيث صرح عمر الشريف فى لقاء تليفزيونى له أنها كانت تمنحه المال وتدفعه للعب كى يصبح مقامر كبير مثلها.
وبالفعل أدمن الشريف المقامرة وأصبحت جزء أصيل من حياته اليومية لا يمكنه الاستغناء عنها ولا يتخيل حياته بدون كروتها الشهيرة على حد تعبير جاء على لسانه فى حوار أجراه مع الـBBC فى عام 1978.
وعلى الرغم من الآثار الجانبية التى خلفتها المقامرة على حياة عمر الشريف إلا أنه لم يتوقف عنها إلا فى عام 2004 كما صرح فى أحدى حواراته الصحفية بعد معاناة كبيرة، حرصا على ما تبقى من ثروته.. حيث قال: فى لحظة تخيلت أن القمار كارثة وأنه سوف يفقدنى ثروتى التى ادخرتها لمواجهة أعباء الحياة فى مرحلة الشيخوخة، لذا ابتعدت وحسمت الأمر بينى وبين نفسي.
مكاسب سريعة
فى إحدى حواراته التليفزيونية التى أجراها مع قنوات التليفزيون الإيطالى حكا عمر الشريف عن أسرع وأغرب وأطرف مكاسب جناها من المقامرة حيث قال إنه خلال وجوده فى أحد الفنادق بشمال إيطاليا تعرف على عارضة أزياء ايطالية حسناء تقرب منها وعرض عليها تناول الشراب فى غرفته إلا أنها رفضت وبسبب صدمته توجه عمر إلى كازينو لعب القمار ووضع كل أمواله على الطاولة ولعب بأرقام لم يلعب بها من قبل متوقعا الخسارة الفادحة، إلا أنه وعلى غير المتوقع حقق مكاسب باهظة، لدرجة أنه خاف عليها من السرقة فحملها وعاد إلى الفندق وعلى الرغم من أنه نام فى الطريق لأنه كان مخمورا، إلا أنه استيقظ فى اليوم التالى ليجد معه مليون و164 ألف دولار! ليقرر أن يكافأ الحسناء التى لولا رفضها ما كان حصد كل هذه المكاسب، فاشترى لها ورودا بـ 100 ألف دولار، التى ذهبت للحسناء حيث تسكن فى خمس عربات كبيرة، وكتب لها عمر رسالة قصيرة جاء فيها: شكرًا كانت أغلى ليلة فى حياتى مع فتاة.
الخسارات الكبيرة
تعرض المقامر الأشهر عالميا إلى خسائر عديدة فى مشواره مع لعبة القمار، كانت أشهرها خسارته للقصر الفخم الذى يقع على الصخور البركانية فى جزيرة "لانزاروتي" الإسبانية والذى أكدت صحيفة الديلى ميل البريطانية أنه كان ملكاً للنجم عمر الشريف فى سبعينات القرن الماضي، لكنه خسره فى لعبة القمار، وتؤكد الصحيفة أن الشريف اشتراه عقب تصوير فيلم "الجزيرة الغامضة" عام 1973 لأنه وقع فى غرام سحر المكان أثناء تصوير الفيلم، ليراهن عليه بعد شرائه بأيام ويخسره.
من أكبر الخسائر التى عرفها الشريف أيضا كانت خسارته لـ 750 ألف إسترلينى فى ليلة واحدة، اضطر بسببها لبيع شقته فى باريس.