يتزامن اليوم مع ذكرى ميلاد المفكر الكبير مصطفى محمود الذى أفنى عمره فى الرد على الملحدين وربط الإيمان بالعلم، من خلال حلقات برنامج العلم والايمان إلى جانب كتاباته العديدة.
مصطفى محمود
مصطفى محمود -وكما تعرضنا فى تقرير سابق عنه- كان دوماً ما يواجه معارك كبيرة مع من هاجموه كلما اختلفوا معهم حتى أفردوا له كتابات، فمنهم مَنْ اتهمه بالإلحاد أحياناً، حتى وصلت لرئاسة الجمهورية أحياناً مثلما حصل فى شبابه مع الرئيس جمال عبد الناصر الذى طالب بمحاكمته بناء على رغبة الأزهر بسبب كتاب "الله والإنسان".
جمال عبد الناصر
وعلى قدر الخلاف مع الرئيس جمال عبد الناصر كان الوفاق كبيرًا مع الرئيس أنور السادات الذى قرّبه له بشكل كبير حتى عرض عليه الوزارة ذات مرة لإعجابه بتفكيره، إلا أن مصطفى محمود رد عليه بجملة ما زالت تتردد إلى الآن حين قال: "لقد فشلت فى إدارة أصغر مؤسسة وهى الأسرة، لأنى مُطلق فكيف لى بإدارة وزارة كاملة".
مصطفى محمود والرئيس السادات
ورغم رفض محمود للوزارة إلا أنه ظل على مقربة كبيرة من الرئيس السادات طوال فترة حياته، معترفاً له بالفضل فى أمور عديدة أنجزها لاستعادة حيوية الدولة المصرية وإفاقتها من نكستها، كما كان السادات دوماً ما يقرب مصطفى محمود لجلساته باعتباره صديقًا، يستشيره فى أمور عديدة، وهى الصداقة التى بدأت عبر موافقة الرئيس على طرح كتاب "الله والإنسان" لإعجابه الشديد به عكس الأزهر الذى رفضه إطلاقاً واتهم كاتبه بالإلحاد وقتها.
مصطفى محمود الذى علق على مقتل السادات باستنكار شديد، وقال بخصوص ذلك: "كيف لرجل أعاد الأرض وأخرج أناساً من السجون أن يقتلوه"، فى حزن واضح على اغتيال الرئيس وقتها.
مصطفى محمود
علاقة مصطفى محمود بالرئيس الأسبق حسنى مبارك، فلم تصل إلى حد تقديمه للمحاكمة، بناء على طلبه مثلما حصل مع ناصر، أو عرض وزارة كما حدث مع السادات، وإنما كانت فى البداية عادية شأنها شأن علاقة المثقفين بـ مبارك التى لم تكن تصل لصداقة كسابقه، وإنما عرض خلال عهده على التليفزيون المصرى برنامجه الشهير حتى جاءت اللحظة التى صدرت الأوامر برفع البرنامج من خريطة التليفزيون المصرى فجأة رغم جماهيريته الواسعة، بالإضافة إلى ما هو أبعد من ذلك، حينما أرسلت رئاسة الجمهورية خطاباً إلى رئيس مجلس إدارة الأهرام إبراهيم نافع آنذاك مطالبة إياه بوقف مقالات محمود فى الجريدة بحجة أنها معادية لإسرائيل، وقد أكدت أمل ابنة الراحل فى تصريحات صحفية امتلاكها لنص الخطاب، كما أكدت فى مفاجأة للرأى العام أن والدها لم يستلم نوط الامتياز من الرئاسة أثناء تولى مبارك، بحجة أن الرئيس مش فاضى فى كل مرة.
مبارك