أحب الطبيعة للدرجة التي جعلته يبتعد عن الجميع، ويبحث عن مكان أقرب للطبيعة ليعيش به، ليجد ضالته في الإسماعيلية التي ظل بها معظم وقته، ولم يكن يعود إلى القاهرة إلا للضرورة.
يحتفل جمهور الشاعر الراحل عبد الرحمن الأبنودي بذكرى ميلاده، وبالطبع يحتفل معهم بناته وزوجته وأقاربه، لذلك تحدثنا إلى آية عبد الرحمن الأبنودي، لنستذكر معها كيف كانت طقوس الخال عبد الرحمن الأبنودي لهذا اليوم، تقول آية: كان يفضل الاحتفال فى الإسماعيلية، يتصل بى أنا ونور لنأتى من القاهرة وكنا نحرص على تمضية هذا اليوم معه فى حديقة المنزل، حيث كانت المكان المفضل والمقرب لقلبه، وتضيف: الخال لم يرغب يوما أن يقيم حفلا لعيد ميلاده، أو أن يشاركه أحد إلا أنا ونور ووالدتنا، وكان يقول لنا دائما يجب أن نفرح بيوم ميلادنا لأن عمرنا يزيد لنصبح أكثر فهما للحياة، ولا يجب أن نحزن يوما أن العمر يتقدم بنا.
وتستكمل آية: لم يفرح والدي بأي هدية تقدم له في ذلك اليوم إلا بهدية واحدة فقط، كانت تقليدا لي ونور شقيقتي، وهي بذور الورد التي نحضرها له كي يزرعها، وكان يصحبنا معه إلى الحديقة لنزرعها سويا في لحظات من أسعد لحظات حياته، فلم أجده أكثر عشقا لشئ عن الورود.
وعن آخر عيد ميلاد للخال، تؤكد آية أنه كان يشعر بأنه الأخير فحرص أن يعزم كل أصدقائه فى ذلك اليوم حتى يقضيه معهم ولم تكن هذه هى عادته أبدا إلا أنه فضل أن يحتفل معهم هذه المرة، وكأنه يودعهم بذكرى رائعة وغالية كهذه، وهذا ما يجعلها وشقيقتها ووالدتها حريصين على الذهاب إلى الإسماعيلية في هذا اليوم ليحتفلوا مع روح والدهم ويزرعوا بذور الورد كما علمهم.