كما توقع الملايين من عشاق الهضبة عمرو دياب، انتصر القضاء لنجمهم المفضل فى قضيته الممتدة مع شركة روتانا منذ نوفمبر 2015، والتى بدأت ببيان أصدرته شركة روتانا، تتهم خلاله الهضبة بالإخلال بتعاقده معها بعدما طرح أغنية جماله دون الرجوع إليهم، ليرد الهضبة ببيان قوى يؤكد خلاله أنه هو من ألغى تعاقده مع روتانا بعدما أخلت بالعقد، ليعلن رسميا أن قرار انفصاله يعود له وليس للشركة كما ادعت.
قد يكون الإعلام والصحافة صدرا لجمهور عمرو دياب أن الأزمة الحقيقية مع روتانا تتلخص فى إخلال بنود عقد، أو طرح أغنية على موقع يوتيوب، إلا أن الحقيقة أكبر من ذلك، فتاريخ روتانا ملئ بالأزمات مع نجوم مصر تحديدا ثم الوطن العربي، إلا أن الأزمات المتتالية للشركة مع النجوم لم تعلو عن كونها مجرد خلافات تنتهى بانتهاء التعاقد بشكل ودى وهذا ما حدث مع نجوم مثل شيرين، أنغام، نجوى كرم، نوال الزغبى، عاصى الحلانى، بالطبع تخفى طيات هذا الشكل الودى كثيرا من الظلم وضياع الحقوق، بل وإطفاء نجومية هؤلاء، بعدما ينصاعون لشروط روتانا، لكنها فى النهاية تظهر للجمهور على أنها خلافات وتنتهى، لتتعاقد الشركة مع نجوم بدلاء، وتبدأ معهم الرحلة التى تنتهى غالبا بخلافات.
أما عمرو دياب فهو حالة استثنائية، استعصت على روتانا التى اعتادت أن تجلس على عرش المنتصر دائما، وتظهر بصورة الشركة التى تعطى وتدافع عن استمرار الفن والغناء فى الوطن العربى، فقد قرر الهضبة منذ اللحظة الأولى التى شعر بها أن روتانا تحاول القضاء على أسطورته التى لا تقهر، وتفكر فى أن تضعه "فى الثلاجة"، وتطرح ألبومه فى توقيت هو غير راض عنه، بعد انتهاء شهر العسل بينهما على يدها بعد ألبومهما سويا "شفت الأيام"، قرر الهضبة أن يتصدى بقوة، دون النظر لأية عواقب، ودون التعلق بأية إغراءات، كل ما كان يفكر به هو أن يحفظ صورته كسفير عالمى لبلده مصر، وأن يحافظ على تاريخه، ويراعى حقوق جمهوره عليه، هذا الجمهور الذى ظل بجانبه طوال الأزمة.
الأزمة الحقيقية بين عمرو دياب وروتانا التى تكشفها "عين" خلال هذه السطور، بدأت عندما وجد عمرو دياب تعنتا واضحا من القائمين على شركة روتانا فى التعامل مع الشعراء والملحنين الذين يختارهم عمرو ليكونوا معه فى ألبومه، فبنود تعاقداتهم غير منصفة لهم ولا تحفظ لهم أية حقوق للملكية الفكرية التى تتشدق بها روتانا ليل نهار، الأمر الذى دفع الهضبة للتحدث مع الشركة به، ليعلن رفضه لبنود هذه التعاقدات ويطالب بتعاقدات منصفة لحقوق هؤلاء، وعندما شم رائحة العناد من الشركة وأحس برغبة فى تضييق الخناق على ألبومه ليتوجه فى الشكل الذى تريد الشركة أن يخرج عليه، وشعر أن الأمور تؤول لصالح نجوم آخرين فى الشركة على حسابه وحساب ألبومه، قرر إعلان العصيان مستعينا باسمه الأقوى من اسم الشركة، وتاريخه الذى يسبق تاريخها، وبالطبع جمهوره الذى وقف حائط سد لمحاولات تشويه صورة الهضبة فى الاستراتيجية التى اتخذتها روتانا منذ اندلاع الأزمة.
وهنا أعلن الهضبة للمقربين منه أنه سينهى تعاقده مع روتانا، لأنهم يخلوا ببنود التعاقد التى تتيح له الفرصة فى إدارة الألبوم بالشكل الذى يرتضيه، وبالفعل اتخذ طريقه فى إنتاج الألبوم بمفرده، وأعلنها صراحة أنه لم يعد مع شركة روتانا، ومن ثم استشاطت الشركة غضبا، فكيف لعمرو دياب أن ينتصر أن يأتى اليوم الذى يخرج نجم من نجوم الشركة ويعلن أنه تخلى عنها وعن إغراءاتها، وغدارتها، وبالتالى لم تجد مفرا إلا أن تخرج البيانات التى تدين الهضبة وتتهمه بالإخلال بتعاقده معها، ولم تكتف روتانا بذلك فحسب، بل أنها رفعت قضية على الهضبة تطالبه خلالها بتعويض مادى قدره 5 ملايين دولار، بعدما تأكدت أن الهضبة سينتج ألبومه لنفسه وسيطرحه بالأسواق، بل إنها استغلت العقود التى كانت لاتزال سارية وأوقفت قناة عمرو دياب على يوتيوب، الأمر الذى اعتبره جمهور الهضبة إهانة قوية لهم، لكن سرعان ما هدأت عاصفتهم عندما تمكن الهضبة من استعادتها فى أقل من 24 ساعة.
وبعد كثيرا من الجلسات والتأجيلات، انتصر القضاء المصرى لعمرو دياب، برفضه للدعوى المقامة من شركة روتانا للصوتيات والمرئيات، التى تطالب خلالها الفنان عمرو دياب بتعويض مادى قدره 5 ملايين دولار وألزمتهم بالمصاريف، فى قرار تاريخى أسعد جمهوره وطمأن الهضبة لقراره الذى اتخذه فى البداية، بأن تاريخه واسمه أكبر من كل إغراءات ومحاولات روتانا.