لا شك أن عالم الإعلام الدولي ملئ بالكثير من الخبايا والأسرار والألغاز التي قد تبدو صادمة للكثير، وبالرغم من أن هذه الأسرار تبقى مخبأة إلا أنها بمثابة الأسلحة الفتاكة التي يمكن استخدامها في وقت الصراعات، فالأمر لا يتوقف فقط عند حد المهنية إلا أن هناك الكثير من الأمور التي قد تبدو بمثابة القنابل الموقوتة، كالفضائح الجنسية التي باتت على رأس قائمة الأسلحة المستخدمة في مثل هذه الصراعات.
وبالنظر للصراع حول صفقة «سكاى» و «روبرت موردوخ» فمن الواضح أنه سيكون الصراع الأشرس في تاريخ الإعلام الدولي، فعلى مدار سنوات كانت السيطرة على الإعلام البريطاني، هي رغبة رجل الأعمال الأسترالي وقطب الإعلام الدولي «روبرت موردوخ»، فبالرغم من امتلاكه لثلاثة من أكبر الصحف البريطانية وهم «ذا صن»، «ذا تايمز» و«ذا سانداى تايمز» إلا أن «سكاى » كانت هدفه الأكبر، وهو ما بدى مثيرا لتخوف الحكومة البريطانية بشكل كبير والتي استخدمت أسلحتها بشكل قوى فلا يخفى على الكثير الفضيحة الأكبر التي طالت «موردوخ» منذ خمس سنوات عند إعلانه عن رغبته في شراء «سكاى»، فبعد أن تعرضت «21st Century Fox» للتجسس على مكالماتها الهاتفية والتي باتت فضيحة تهدده، اختفت رغبة «موردوخ» تماما في ذلك الوقت.
وبعد مرور خمس سنوات يبدو أن «بيل أورايلى» سيكون هو كلمة السر في القضاء على أحلام «موردوخ»، فبعد أن عرض رجل الأعمال الأسترالي فى ديسمبر الماضى نحو 22.9 مليار دولار في صفقة «سكاى » مقابل نحو 60% من أسهمها وهو ما يجعلها تحت سيطرة «21st Century Fox» كانت الفضائح الجنسية للإعلامي الأشهر بـ«21st Century Fox» تهدد هذه الصفقة .
وفى الوقت الذي قرر فيه جهاز تنظيم الإعلام البريطاني تأجيل البت في هذه الصفقة حتى السادس عشر من مايو المقبل نظرا للتخوف الواضح من سيطرة «موردوخ» على الإعلام البريطاني، بدأ اسم «بيل أورايلى» يتصدر عناوين الصحف العالمية بفضائحه الجنسية والتي أعلن عنها منذ سنوات وعاد الإعلام لإحيائها من جديد، وهو ما يشير بشكل واضح لاحتمالية القضاء على هذه الصفقة تماما.
ومع استمرار هذا الصراع الذي بات الأشرس في تاريخ صفقات «روبرت موردوخ»، هل يكون الإعلامي «بيل أورايلى» هو كلمة السر في تحطيم أحلام «موردوخ» بالسيطرة على الإعلام البريطاني؟.