تحل ذكرى وفاة الخال الأسبوع المقبل وبالتحديد يوم 21 أبريل لتشاء الأقدار أن تكون ولادته ووفاته فى شهر أبريل تزامنا مع موسم وأعياد الربيع التى كان دائمًا لها دور كبير فى كلماته وطبيعة حياته
عبدالرحمن الأبنودى مواليد 11 أبريل 1938 قرية أبنود قنا صعيد مصر، بدأ مشواره الشعرى مع صديقه الشاعر الكبير أمل دنقل، فضل تقديم شعر العامية بعد تأثره بوالدته فاطمة قنديل، وبالرغم من أن والده الشيخ محمود الأبنودى كان عالما وألف ألفية فى النحو وكان معلما للغة العربية الفصحى كما كان أيضا مأذونا شرعيا فما كان له إلا أن مزق أول ما كتب عبدالرحمن بالعامية ليذهب الأبنودى للقاهرة لينطلق فى إبداعه بشعره العامى فى العديد من القصائد الشهيرة والأغانى منها «رسائل حراجى القط، ويامنة، وعدى النهار، وساعات ساعات لصباح، ويونس لمنير، وقصيدة الميدان» والعديد من الأعمال التى لا تنسى، وفى النقاط التالية نقدم بعض تفاصيل حياة الخال التى لم يعرفها أحد من قبل:
إذا جاك الموت يا وليدى... موت على طول (قصيدة يامنة)
أول ما يجيك الموت افتح... أول ما ينادى عليك اجلح... انت الكسبان..اوعى تحسبها حساب بلا واد بلا بت.. (قصيدة يامنة)
وسددت ديونها وشرت دفن الكفانة... تقف للموت يوماتى مجاش ابن الجبانة (الخال عن فاطمة قنديل)
بالأبيات السابقة من عدة قصائد لأشهر شعراء العامية بمصر تحدث الخال عن الموت الذى كان لا يخشاه أى من الأبنوديين منهم فاطمة قنديل ويامنة وبالطبع الخال نفسه الذى كان لا يخشى الموت من حتى أيام مرضه، الأبنودى حرص على شراء مدفنه بجوار منزله الكائن بالإسماعيلية، وصممه بطريقته وزرع به الأشجار لخدمة زواره لتخفيف آثار الشمس الحارقة على من يقرر زيارته، هكذا كان الخال يتعامل مع الموت ومع أحبابه.
نساء فى حياة الأبنودى...
الأبنودى كان دائما يقدر بشدة دور المرأة بشكل عام، لكن هناك بعض النساء كان لهن دور كبير ومؤثر فى حياة الخال أولهن والدته فاطمة قنديل التى عانت معه منذ الولادة حينما أراد زوجها الشيخ محمود الأبنودى أن يصطحبها من «نجادة» القرية التى كان يدرّس بها إلى «أبنود» فى لحظات وصرخات الولادة التى كانت الأخيرة فى أبناء فاطمة قنديل بعد محمد كامل، وجلال، وعبدالرحيم، وفاطمة، وعبدالفتاح.
وكان من العار أن يلد الأبنوديون خارج أبنود فعانت فاطمة قنديل من شقاء المشوار ما بين نجادة وأبنود الذى كان مليئا بالصعاب وقتها من عبور البر الغربى للشرقى بالصندل، حيث كانت تتألم فى لحظات الوضع، وكان يطالبها الشيخ محمود بعدم الولادة لحين الوصول لأبنود وبعد وصولهم للبر كان عليهم صعود التل للوصول للمدينة والمشى مدة طويلة للوصول لمحطة «جوص» لانتظار القطار فى رحلة شاقة للوصول لمنزل «ست أبوها» الذى كان يبعد 3.5 كم عن المحطة فى رحلة شاقة جدا على الحمار للوصول للمنزل، وبمجرد وصول فاطمة قنديل منزل ست أبوها جدة الخال ما كان عليها إلا أنها وضعت عبدالرحمن الأبنودى على أعتاب منزل الحاج قنديل جد عبدالرحمن، هكذا كانت معاناة فاطمة قنديل أثناء ولادة عبدالرحمن الأبنودى، ووالدته هى التى زوجته بالإعلامية نهال كمال، وكان مهرها أغنيتين غنتهما وردة وهما «قبل النهارده، وطبعا أحباب». وأنجب الأبنودى من نهال كمال بعد سن الخمسين كلا من آية ونور وكانتا صديقتين مقربتين من الخال وعلاقتهما به أكثر ما هى أبوة ودرستا بالجامعة الأمريكية بالقاهرة وكتب فيهما بعض أبيات أشهر قصائده «يامنة».
الأبنودى والنظام.. ومصر
كان دائما ما يعتبر شعر الأبنودى لسان الشعب، وليس النظام فكتب العديد من القصائد الوطنية والأغنيات الوطنية التى لاقت نجاحا كبيرا وتخطى نجاحها زمنها حيث إنها ما زالت موجودة بقوتها حتى الآن منها أغنية «عدى النهار» التى غناها العندليب بعد نكسة 67 وأعاد غناءها الكينج محمد منير الذى كتب له أيضا الخال أغنية «يونس» من ألحان محمد رحيم، عانى الأبنودى مع العديد من الأنظمة الحاكمة، أولها كان عبدالناصر الذى سجن فى عهده الأبنودى لكنه كتب فى مدحه بعد سنوات طويلة قصيدة حملت عنوان «عبدالناصر».
كما حرص الرئيس عبدالفتاح السيسى على زيارة الخال أثناء حملته الانتخابية، فكان أول من يجتمع به السيسى منفردا ليوصيه الخال بالشباب والفقراء لأنهم وقود الأمة، ومن أهم قصائد الأبنودى أثناء ثورة يناير قصيدة «الميدان».
مع فاطنة قنديل امه