بعيدا عن اتهامها بالجاسوسية وهروبها من مصر، تظل كيتى علامة بارزة فى الرقص الشرقى، فهى تقف فى منطقة رمادية إذا ما قورنت بالآخريات، تخطف القلب قبل العين عندما تتمايل بخفة ودلع.. تتجاوب مع الموسيقى بحركاتها ودلالها فى صورة مكتملة لأمراة تغريك بحب وحشمة، وتتماهى مع هذا الإغراء بلذة الفرجة على "شياكة رقصها".
كيتى موهوبة وفنانة تمتلك قدرات غير عادية فى الرقص.. فعندما "تهز وسطها" فهى كالسمة التى تبحر فى الماء بحرية ودون قيود، تنقلب من أعلى إلى أسفل.. تجلس على الأرض.. تتمايل.. تتنطط.. شعرها الطويل.. دلعها.. إغرائها الحلو رغم أنها لا تملك أنوثة هند رستم.
كيتى
كيتى قدمت لونا خاصا فى الرقص الشرقى، لا تقارن بأحد ولا تدخل منافسة مع راقصات جيلها أو من سبقوها من الكبار، لكنها حالة فريدة تمتلك أشياء لا يمتلكونها بعيدا عن الجسم ومقومات المرأة ويكفى أن من هذه الأشياء "روحها الحلوة".
فساتين رقصها مختلفة وجميعها "أنيق" فهى تليق فى كل البدل الأسود منها والأبيض والذهبى حتى الملون.. فنانة وجهها مثل رقصها "حلو"، قادرة على إشاعة جو من البهجة والسعادة طوال الوقت.
الراقصة كيتى
يقول عنها الباحث الفنى وجيه ندى: "بدأت حياتها كراقصة ثم خطفتها سريعا أضواء النجومية وبهرتها جاذبية القاهرة وسحر نيلها، تألقت فتاهت وانهارت القلوب أمامها، أبهرت الجميع بموهبة وذاب السوق الفني المصري عشقا لها، بقدر حياتها الصاخبة وشهرتها الواسعة كان اختفاؤها مثيرا للجدل، حياتها كانت صفحة مكشوفة وواضحة أما باطنها فقد اكتنفه الغموض، فكانت فى الصباح واضحة وضوح أشعة الشمس غامضة شديدة السواد بلون باطن الأرض الطينية في الليل، اختفت كيتى تاركة وراءها أسئلة حائرة غامضة، لكن الشىء الوحيد الذى نتيقن منه أن كيتى تركت فنا راقيا غرسته مع نجم الكوميديا الأول الراحل إسماعيل يس فن جعلنا نغوص فى تفاصيل حياتها".
وتحدث الباحث عن بداياتها فقال: "تلقفتها أيادى المنتجين وأصحاب البارات والكازينوهات مبهورين بقوامها الرشيق الجذاب الممزوج بالانسيابية المتدفقة الذى كان يندر وجوده فى ذلك الوقت، فعرضوا عليها العمل بالكازينوهات ولكنها على العكس من غيرها بدأت من القمة وكأنها نجمة كبيرة، فكان لها فقرة خاصة فى أكبر ملاهى عماد الدين الليلية، وفى فترة وجيزة أصبحت تعمل فى أكبر خمسة مسارح وملاه ليلية فى القاهرة فى وقت واحد، وباتت تملى شروطها وتطلب فينفذ، تأمر فتطاع، الكل لا يريد أن يخسر جمهورا شغوفا بها، ويأتى خصيصا لها ينتظر حتى الساعات الأولى من الصباح لتطل عليه برقصة شرقية غير موجودة فى أجمل أماكن العالم".
كيتى
وأضاف: "لقد كانت السينما المصرية ومنذ بدايتها منشغلة بدور الراقصات وتأثيرهن فى تحريك الأحداث الدرامية وتصاعدها، ولهذا كان لهن نصيب الأسد فى كثير من الموضوعات فى فترة الأربعينيات، والخمسينيات وكان للسينما الفضل فى الترويج لهؤلاء الراقصات فى هذا الوقت، مقابل هذا الاهتمام من جانب صناع السينما بعالم الراقصات كان هناك شغف كبير من الراقصات ونجمات الاستعراض نحو السينما وتحقيق الشهرة عبر البوابة التى مثلت أملا للراقصات فلم تستطع إحداهن مقاومة إغراءاتها بل سعين اليها، فى ضوء هذه العلاقة المتبادلة ومع مطلع الخمسينات من القرن الماضى بدأ اسم الراقصة كيتى فى الظهور ليحتل مكانا وسط أسماء كبار الراقصات فى مسارح وصالات وكباريهات مصر فى ذلك الوقت، اشتهرت كيتى كراقصة شرقية من أصل يونانى تتميز بالرشاقة وخفة الدم والمرح وجمال الوجه والجسد وهى الصفات التى فتحت لها بوابة مرور واسعة إلى عالم السينما حينما طلب منها المنتج حسين سرور التمثيل فى فيلم من تأليفه، وهكذا كانت بدايتها بالفن السابع فى فيلم "جزيرة الأحلام" وقد شاركت كيتى فى أربعة وأربعين فيلما".