رغم تمتعها بجمال متواضع إلا أنها استطاعت أن تخطف قلوب العديد من الأمراء، تلك هى الأميرة شويكار، حفيدة إبراهيم باشا، التى ولدت فى 25 أكتوبر عام 1876، وتوفيت 17 فبراير 1947، كانت الأميرة شويكار تملك ثروة طائلة، لذلك تقدم الأمير الشاب فؤاد الأول، نجل الخديوى إسماعيل، للزواج منها، وأقنعها أن مهرها البالغ عشرة آلاف جنيه سيكون مؤجلًا، ولكنه لم يعطها لها
وفى عام 1895 تزوجت شويكار من الأمير فؤاد، وبعد أيام استقال فؤاد من منصبه بالقصر تفرغ لإدارة ثروة زوجته، ولكنه تففن فى إهانتها وضربها حتى يستولى على ممتلكاتها وانتهى هذا الزواج بعد حياة قصيرة أثمرت عن الأميرة فوقية، والتى جاءت بعد الأمير إسماعيل، الذى توفى وهو رضيع، كما أنجبت له الأميرة فوقية.
وبعد طلاقها من الأمير فؤاد تزوجت من الأمير إلهامى حسين باشا، ثم سيف الله باشا يسرى وأنجبت البرنس منه "وحيد يسرى" ومحمد وحيد الدين و"لطيفة" التى تزوجت من أحمد حسنين باشا رئيس الديوان الملكى فى عهد اللك فاروق ولكنها طلقت منه بسبب الملكة نازلى، وكانت شويكار تحب الملك فاروق كثيرًا لأنها كان باعتقادها أنه كان يجب أن يكون ابنها.
كانت سيدة مجتمع من الطراز الأول، لها العديد من الأعمال الخيرية وترأست جمعية مبرة محمد على مدى الحياة وكانت رئيس شرف لمؤسسة مدينة فاروق الأول الجامعية أنشأت جريدة نسائية عام 1945 باسم المرأة الجديدة وكانت تستقبل العديد من الشخصيات الهامة فى قصرها يوم الأحد من كل أسبوع فيما عرف باسم صالون الأحد وكانت تقيم حفلتين سنويا الأولى فى رأس السنة الميلادية والثانية 11 فبراير عيد ميلاد الملك فاروق.
حصلت الأميرة شو يكار على الوشاح الأكبر من نيشان الشفقات من السسلطان مراد الرابع كما تعد وقت وفاتها واحدة من ست سيدات تحملن نيشان الليجيون دونير من درجة كومندور.
بنى قصر الأميرة شويكار فى أوائل القرن العشرين بين 1900 و1907 على الطراز الفرنسى الإيطالى، وقد اشترته الحكومة المصرية فى عصر الملك فاروق من صاحبته الأميرة شويكار لتجعله مقرا لمجلس الوزراء وتم تسجيله ضمن المبانى التاريخية.
عرفت الأميرة شويكار بغرامها بالتحف النادرة واللوحات الفنية الجميلة، ولم تكن تبخل عليها بأى ثمن، وفى عام 1917 حينما كانت تجدد قصرها رأت أن تزين سقوف بعض قاعاته فاستدعت من باريس أحد كبار الفنانين الفرنسيين مسيو "هيوليت برتو"، وعهدت إليه بعمل بعض اللوحات والرسوم لتجميل القصر، فقام برسم هذه اللوحة الفنية الملونة على سقف الصالون الكبير.
توفيت الأميرة شويكار يوم الاثنين 17 فبراير 194، وكانت مقبرة الأميرة شويكار بنت إبراهيم باشا الأول تحفة فنية، على شكل سرير مغطى بملاءة وعليه وسادة، وكل هذا منحوت من الرخام الناصع البياض، وكان على كل من جوانبه باقة ورد منحوتة من كتلة رخام ليعطى الورد البروز الذى يخدع البصر على أنه حقيقى وفوق السرير الرخامى التاج الملكى لتشكل المقبرة تحفة فنية فريدة.
ومن أهم الأشياء التى لا يعرفها المصريون عن هذا المكان أنه المكان الذى دفن فيه الملك فاروق فى بداية الأمر بعد وفاته وتم نقل رفاته فى عهد الرئيس محمد أنور السادات إلى مقابر الأسرة فى مسجد الرفاعى فى ميدان القلعة الآن.