اغتيال الفنانين والمبدعين والمثقفين أمر اعتادته مصر والعالم العربي إزاء مقاومة أفكارهم مثلما حدث من محاولة اغتيال فاشلة مع نجيب محفوظ وناجحة مع فرج فودة على يد متطرفين.. أحداث عصيبة عاشتها وتعيشها مصر والعالم العربي في السنوات الماضية، زادت حدتها بعد فشل إعتلاء الإخوان وسيطرتهم على مقاليد الحكم في منتصف عام 2013، وما أتبعه من ردات فعل ليس في مصر وحدها بل في العالم العربي، أحدثوا العديد من الهجمات الإرهابية وبايعوا المنظمات التي كانت تقوم بهذا الدور وعلى رأسها تنظيم الدولة الإسلامية المعروف بـ "داعش".
ومع تكرار الحوادث الإرهابية في مصر والعالم العربي، والذي لم يفرق فيه الإرهاب بين شيخ وقس.. طفل أو امرأة.. مسلم أو مسيحي، تعددت مناهج الإرهاب في حوادثه وتغيرت حتى باتت تأخذ الحوادث المفجعة ومن أبرزها الإغتيالات والذي لوحت به الجماعة عقب فض اعتصامي رابعة والنهضة، ونفذت منه اغتيال النائب العام السابق هشام بركات، إلا أن قائمة الاغتيالات طويلة ولا تزال تحوي العديد من الفنانين والمشاهير، الذين ترى الجماعات الإرهابية أنهم كانوا يقفون بقوة ضد الإخوان ويساندون ثورة 30 يونيو بشكل قوي.
وأعلنت صفحات مجهولة وميليشيات إليكترونية –سابقا- للإخوان أبرزها صفحة "إعلاميون كاذبون" قائمة طويلة تضم أبرز الكتاب والمشاهير والفنانين والمثقفين على قوائمها للاغتيال ثم تناقلتها عدة صفحات منها "هنا رابعة" وتضم قائمة الإغتيالات الكاتب الصحفي إبراهيم عيسى ومجدي الجلاد وخيرى رمضان ومحمود سعد ولميس الحديدي وتامر أمين ويوسف الحسيني وأحمد موسى ومحمد حسنين هيكل ومنى الشاذلي وعماد الدين حسين وضياء رشوان وحسين عبد الغنى وجابر القرموطى وريهام السهلي ومحمد الغيطى وخالد صلاح وعمرو أديب وعماد أديب وأمانى الخياط وياسر رزق ومصطفى بكرى ونشوى الحوفى ورولا خارسا وحلمى النمنم.
أما المخرج والنائب البرلماني خالد يوسف فهو الأبرز كونه مخرج صور المتظاهرين في 30 يونيو ضد جماعة الإخوان كما أنه كان دائم الهجوم على الإخوان، واتهمهم كثيرا بالغباء والخيانة وعدم الوطنية وقت أن كانوا في الحكم.
القائمة متجددة منذ عام 2013، وفي العام الماضي، وضعت الإعلامية أسماء مصطفى ضمن القائمة وهي مذيعة بقناة النهار ما دفعها، لتخرج بتصريح مباشر على الهواء مؤكدة أنها لا تهتم بهذه الأمور، فالأعمار بيد الله وما أراده الله سيكون، لكن هذا ليس جديداً على التاريخ الدموي لهذه الجماعة.
وأضافت أن ما يحدث الآن من أزمات، هي "رواسب" من السنين الماضية، لأنه لم يكن هناك من يملك شجاعة مواجهة الشعب بحقيقة الأوضاع، وبأن هناك ضرورة لمشاركة جميع فئات الشعب للتخلص من هذه الأزمات، التي تعاني منها الدولة ككل.
كما أن الفنانة إلهام شاهين تأتي على رأس القائمة أيضا بسبب هجومها المستمر على الإخوان، وهي صاحبة باع طويل في المحاكم مع شيوخ المحطات الدينية، وأبرزهم الشيخ عبد الله بدر في المحاكم والشيخ أبو إسلام، وكذلك الشيخ محمود شعبان، وهجومها المستمر على القنوات الإسلامية وضيوفها.
وضمت القائمة أيضا المخرجة الجريئة إيناس الدغيدي بسبب تصريحاتها المثيرة للجدل دائمًا، والتي تعادي تقاليد وعادات راسخة واضحة لدى المصريين، كذلك مشاركتها في الهجوم على جماعة الإخوان المسلمين.
ومن الوطن العربي نجد الحال كذلك في سوريا حيث تعرض الفنان السوري قصي الخولي لمحاولة اغتيال من قبل مجهولين، أثناء تواجده في أحد أحياء دمشق، حيث حاول مجموعة من المتطرفين زرع عبوة ناسفة في سيارة الفنان، وتمكنت قوات الأمن من ضبطهم قبل تنفيذ العملية الإرهابية.
وتناقلت عدة صحف عربية وتونسية عن مصدر أمني أن السلطات الجزائرية سلمت للسلطات التونسيّة قائمة بأسماء 50 شخصية تونسية مُهددة بالاغتيال من قبل الجماعات الإرهابية، ومن بينها الفنان لطفي بوشناق والفنان صابر الرباعي والفنانة لطيفة، وهم الثلاثة فقط من الفنانين الذين ضمتها قائمة الخمسين شخصية المهددة بالتصفية الجسدية، والتي تحوي وزراء وإعلاميين ورياضيين وزعماء أحزاب.