لا يختلف الفنان عن أى شخص عادى لحظة تعرضه لمحاولات استفزاز ممن حوله، حتى وإن حاول مرارا وتكرارا السيطرة على رد فعله، إلا أنه فى النهاية إنسان من الممكن أن يدفعه الضغط إلى الانفجاره والخروج عن شعوره برد فعل غير متوقع.
وينطبق هذا على رد فعل العندليب الراحل عبد الحليم حافظ من خلال حفل "قارئة الفنجان" التى خرج يغنيها لجمهوره، بعد فترة تجهيز وتحضيرات طويلة، لعمل صعب احتاج إلى مجهود قوى، وكان يتوقع أن يدعمه الجمهور فى أول مرة يقدمها ويخرج بها للنور، إلا أن كان الأمر عكس ذلك حيث حدث ما لا يتوقعه، وظل هذا الحفل الأشهر فى تاريخ العندليب، بعدما أثار أزمة كبيرة وقتها بينه وبين الجمهور، ونالت منه الصحافة وقتها بعد تعرضه للهجوم من بعض الأقلام.
وهو ما ظهر عبر مقطع فيديو نادر تم تداوله ضم مقاطع من حفله الشهير ومقاطع أخرى من لقاء تلفزيونى يرد فيه العندليب على الاتهامات التى وجهت له بعد رد فعله وغضبه على المسرح من عدد من الحاضرين الذين لم يتوقفوا عن "الصفير" طوال الحفل، ليثير هذا غضبه ويخرج عن شعوره بالصراخ فيهم بقوله: "بس بقى .. أنا كما بعرف أصفر وبعرف أتكلم وبعرف أزعق".
وعلق العندليب عبر لقاء تلفيزيونى مع الإعلامى الراحل طارق حبيب كشف فيه تفاصيل الأزمة والإساءة الغير متوقعة التى تعرض بها عبر الحفل قائلا: اللى عملته ورد فعلى كان ضد 20 أو 25 شخص من الحضور، وبإحساسى وخبرتى حسيت إن هؤلاء مدسوسين على الحفلة علشان يعملوا كده، وصبرت كتير وحاولت اقولهم اسمعوا طب معلش القصيدة صعبة ومحتاجة سمع ، وهما يقولولى الصوت مش مسموع مع إنى كنت مغنى قبلها أغنية.
وتابع بقوله: لدرجة أني اتلخبطت وخليت الموسيقى تقول لوحدها لغاية ما جمعت تانى نفسى وغنيت تانى، ورديت على صفيرهم قولتلهم ما أنا على فكرة أنا كمان بعرف أصفر وبعرف اتكلم وأعرف أزعق.
وأضاف: اتهمونى بإنى، غاوى خطابة، علشان حاولت أوجه شكر لفريق عمل الأغنية من ملحن وشاكر وفرقة موسيقية لا أستطيع أنكر فضلهم فى خروج الأغنية، ولكن كل ما أتكلم يصفروا، وأكبر دليل على أن هذا متعمد كان فى شخص جايب بدلة هدية ليا مرسوم عليها فنجان قهوة وشاى وكوكولا، للسخرية وفضل رافعها فى المسرح وكل الناس تبص عليه لتشتيت الجمهور.
وأكد العندليب بتواضع شديد من خلال اللقاء أنه لم يرى النوم قبل حفل قارئة الفنجان بيومين وكأنه داخل امتحان، لأنه كان متخوف لكونه يقدم عمل جديد، وأنه لا يرى نفسه أهم مطرب، ولو رأى هذا ستكون هذه نهايته.