لفتت الأنظار إليها منذ بدايتها مع الزعيم عادل إمام فى مسلسل "فرقة ناجى عطا لله"، وكانت بدايتها قوية، حيث شاركت فى أكثر من عمل فى موسم واحد.. فى "خطوط حمرا" و"زى الورد" و"فيرتيجو"، وبعد ذلك اقتحمت السينما بفيلم "الفيل الأزرق" مع الفنان كريم عبد العزيز، حيث كان دور"مايا" نقطة انطلاق قوية لها فى السينما المصرية، واستمر هذا النجاح وشاركت فى فيلم "حملة فريزر"، كما شاركت فى مسلسل "الأسطورة"، وبعد هذا الانتشار أصبحت تخطو كل خطوة بحساب فهى ترفض التواجد فى أى عمل درامى لا يضيف لها وتفضل السينما عن التليفزيون..هى الفنانة دارين حداد التى شاركت فى مسلسل "بين عالمين" الذى عُرض مؤخرًا، حيث تألقت فى تقديم شخصية المذيعة "جومانة"، وهى حاليًا تواصل تصوير دورها فى فيلم "على بابا" وحول أعمالها القديمة والجديدة كان هذا الحوار :
• على خطى هند صبرى ودرة حضرتِ إلى القاهرة بحثًا عن الشهرة أم بحثًا عن تأكيد الذات؟
- بدأت أولى خطواتى الفنية فى تونس فى أدوار صغيرة منذ عام 2010 بدور فى السيت كوم "دار الخلاعة"، الذى عرض مواقف هزلية ذات صبغة اجتماعية نقدية لعائلة تقضى عطلتها الصيفية فى احدى مناطق الاصطياف وشاركت فيه مع كل من كمال التواتى ومنى نورالدين وهشام رستم ولأننى أعشق التمثيل منذ الصغر وخلال عملى كمضيفة طيران لمدة عشر سنوات، كان الكثيرون يستغربون لماذا لم أعمل فى التمثيل، فقررت ترك الطيران واللجوء إلى الفن الذى كان يسرى فى دمى، وبالفعل تبقى مصر "هوليود الشرق" ومنارة كل فنان يسعى للشهرة والعمل الفنى الجاد والمؤثر، لأن الحركة الفنية فى مصر تختلف عن أية دولة عربية أخرى، فكان من الطبيعى أن أحضر إلى القاهرة، وبالطبع كانت أمامى تجارب زميلاتى وبنات بلدى هند صبرى ودرة وسناء يوسف، وفى القاهرة بالفعل بدأ يتحقق الحلم، ومن حُسن حظى أننى عملت مع عمالقة الفن المصرى الحاليين، الزعيم عادل إمام وأحمد السقا، وكريم عبد العزيز، وطارق لطفى وغيرهم.
• أنت صديقة لتامر حسنى وزوجته وحضرت معه العرض الخاص لفيلم "تصبح على خير" الذى قامت ببطولته ابنة بلدك "درة".. هل تمنيت أن تكونى مكانها فى الفيلم؟
- درة فنانة متميزة، وتؤدى أدوارها بحس ومشاعر، وقد كانت بالفعل موفقة فى تجسيد شخصيتها مع تامر، إلى درجة تجعل أى ممثلة تتمنى أن تكون مكانها، وهذا ما حدث معى بالفعل، خاصة أننى من المعجبات بتامر حسنى الفنان المتعدد المواهب، ولكنها أدت دورها كما ينبغى أن يكون وأفضل مما أتصور.
• ما جديدك فى السينما؟
- أقوم حاليا بتصوير دورى فى الفيلم الجديد" على بابا" تأليف كريم فهمى وإخراج وليد الحلفاوى، وأشارك فى بطولته مع كريم فهمى وآيتن عامر ومحمد ثروت وصبرى فواز وفراس سعيد وأحمد فتحى، ومن إنتاج محمد السبكى، وسيعرض الفيلم فى موسم عيد الأضحى المبارك.
• وماذا عن مشاركتك فى موسم دراما رمضان المقبل؟
- حتى الآن لم أتعاقد على أى عمل درامى لعرضه فى رمضان 2018، خاصة بعد أن اختلفت معاييرى فى اختيار الأدوار عن الفترة الماضية، فلابد أن تكون الشخصية جديدة لم أقدمها من قبل لأننى لا أفضل التكرار، بالإضافة إلى المشاكل التى يهتم بها المجتمع والقريبة منه.
• حدثينا عن ردود الأفعال التى تلقيتها عن دورك فى مسلسل "بين عالمين" وهل أغضبك عدم عرضه فى رمضان؟
- فى البداية غضبت، ولكن بعد ذلك أدركت "عسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم" فنحن بذلنا مجهودًا كبيرًا فى هذا المسلسل والحمد لله تم عرضه وحقق نجاحًا ملحوظًا منذ عرض الحلقات الأولى، وجاءتنى ردود الأفعال جيدة جدا عن دورى وعن المسلسل ككل .
• كيف تم ترشيحك للدور؟
-جاء ترشيحى من قبل المخرج "أحمد مدحت" الذى كنت أعرفه منذ 4 أو 5 سنوات تقريبا عندما شاركت فى كاستنج لمسلسل "عرفة البحر" مع الفنان الراحل نور الشريف، ولكن وقتها قال المخرج إن الدور غير مناسب لى، إلى أن رشحنى فى "بين عالمين" لتجسيد شخصية جومانة وأيضا تم ترشيحى من قبل الفنان طارق لطفى، حيث قالا لى إنهما يريانى فى هذه الشخصية شكلا ومضمونا وأنها ستعجبنى وبالفعل عندما قرأت الورق أعجبتنى الشخصية جدا .
• يرى البعض أنك أعدت للأذهان زمن أيقونات الجمال فى السينما العربية مجددا.. هل كان جمالك هو كلمة السر فى دخولك إلى عالم الفن؟
- مع اقتناعى التام بأن الجمال شىء هام وضرورى بالنسبة للمرأة، وخاصة الفنانة التى تعمل بالتمثيل، إلا أننى أيضًا أعلم جيدًا أن الجمال وحده لا يكفى حتى تكون الفنانة ناجحة وموفقة فى عملها ولابد من الموهبة، ونعم أعترف أن الجمال كان بوابة دخولى إلى عالم الفن، ورغم أننى تعودت عليه فربنا خلقنى جميلة، كما تعودت على المشاكل الذى تسبب لى فيها هذا الجمال منذ صغرى وأنا فى المدرسة، ولكن لا أعتمد عليه فى التمثيل فأنا أجسد شخصيات مختلفة.
وكما قلت لك أننى أجتهد جدا فى دورى حتى يشيد جمهورى بأدائى وليس بشكلى، وأحب أن يقول الناس عنى أننى أجيد التمثيل أفضل من أن يقولوا إننى جميلة ولا تعرف تمثل كويس فالجمال جمال الروح، ولو قلبك جميل سيظهر على وجهك وأنا متصالحة مع نفسى ولا أشغل بالى بأحد .
• ارتبط الجمال فى السينما بأدوار الإثارة والإغراء.. وأنت فى فيلم "الفيل الأزرق" أديت دور "مايا" الفتاة المثيرة الجميلة التى كان يحبها كريم عبد العزيز.. فما موقفك من أدوار الإغراء وما رؤيتك لها؟
- أولًا أنا أرفض أن أستغل جمالى فى أداء أدوار يمكن تصنيفها على أنها مثيرة أو أدوار إغراء، وأنا هنا أعمل بنصيحة الفنان الكبير عادل إمام عندما عملت معه فى "فرقة ناجى عطا الله" فقد نصحنى بالابتعاد عن هذه النوعية من الأعمال، وثانيا يختلف مفهوم الأغراء من شخص لآخر، لكن ما يمكن قوله، إن أى شىء يقدمه الفنان بصدق سيصل إلى الجمهور، وسيحقق له الانتشار، لكن يمكن تقديم مشاهد توحى بالإغراء، إن كانت موظفة لخدمة النص جيدًا وبشرط عدم خدش الحياء العام، وبشرط ألا يكون مقحمًا على سيناريو العمل، وعموما خطوطى الحمراء عديدة فى هذا المجال .
-هن أحرار، ولا يمكن تعميم ذلك، ولا يمكن أن نقول إن جميع الفنانات الجميلات ينجحن فى الفن عن طريق أعمال إغراء، بدليل وجود عدد كبير من الفنانات الجميلات ويقدمن فقط الأدوار الهادفة.
• هل أحسست بالمجازفة بترك عملك كمضيفة طيران من أجل الفن؟
- بالتأكيد لم يكن من السهل أن أترك عملى خاصة أننى أمضيت أكثر من عشر سنوات فى هذه المهنة، وكنت أعشق مهنتى وكنت أرفض الكثير من عروض الأزياء، وكان لدى طموح أن أصبح فنانة، حيث كانت إحدى قريباتى عضو لجنة تحكيم فى عروض الأزياء، وعندما بلغت 18 عاما كانت تصطحبنى معها وتستعين بى فى عروض الأزياء، ثم أتتنى فرصة للمشاركة فى مسلسل كوميدى تونسى، وحقق نجاحًا كبيرًا، فأحببت المجال وقتها فكرت فى أخذ إجازة بدون راتب، واقترحوا علىّ أن أسافر إلى مصر، وبالفعل سافرت ودخلت ورشة تمثيل لمدة ستة أشهر ودرست اللكنة المصرية جيدا وأتقنت اللغة العربية، وبعد أن عملت مع الفنانين المصريين الكبار بعد وصولى إلى القاهرة فى أكثر من عمل زادت ثقتى بنفسى، وحتى أهلى الذين كانوا متحفظين على الأمر فى البداية أصبحوا سعداء بعد تقديمى لهذه الأعمال.
• وإذا أصبحت منتجة فما هو العمل الذى تريدين إنتاجه؟
-أتمنى أن أقدم أعمالا جديدة دائما تكون عند حسن ظن الجمهور بى، وأن أخطو فى فنى بخطوات ثابتة، أما من حيث الإنتاج فهو عملية صعبة ومجهدة، وتحتاج خبرة ليست فى التمثيل فقط، ولكن فى كل عناصر العمل الفنى والإدارة والتسويق وغيرها، وربما أصل إلى ذلك يوما، وتماشيًا مع سؤالك إذا ما فكرت فى الإنتاج ستكون قصة حياة "الأميرة ديانا" باكورة إنتاجى؛ لأننى أعشقها جدًّا، وأرى فى حياتها كل عوامل وعناصر الدراما التى تجذب المشاهد، ولكن إذا تناولت السيرة الذاتية لها فلابد أن أذاكرها جدا وأدرسها، ومن خلال أحد أقاربها حتى تكون المعلومات صحيحة تماما .
• لماذا اعتذرت عن مشاركة الفنان محمد فؤاد فى مسلسل "الظاهر"؟
-اعتذرت عن المشاركة فى المسلسل من قبل بداية التصوير فيه لأننى لم أجد نفسى فى الدور الذى كنت مرشحة له، مع أننى أقدر الفنان محمد فؤاد كمطرب، وأيضا أقدر تجاربه التمثيلية فى السينما والدراما .
• وما رأيك فى اتجاه المطربين للتمثيل فى الأعمال الدرامية هل ترين أنهم نجحوا فى ذلك؟
-اتجاه المطرب للتمثيل ليس جديدًا على تاريخنا الفنى، فهناك مطربون كبار حققوا أمجادًا عظيمة فى السينما، منهم الراحلون محمد فوزى وفريد الأطرش وعبد العزيز محمود وليلى مراد وصباح وشادية وعبد الحليم حافظ، ومن النجوم الجدد يأتى تامر حسنى ومصطفى قمر، وقد حضرت مع تامر حسنى عرض فيلمه "تصبح على خير" وأعجبنى جدا، حيث عشنا معه فرحه وحزنه من خلال تمكنه من الأداء، وهو فنان موهوب.
• ومن يعجبك من المطربات والفنانات التونسيات؟
- الفنانة ذكرى رحمها الله، لأنها كانت صوتا قويا جدًّا ومعبر، وكانت من أجمل الأصوات ولا تزال أعمالها تعيش بيننا.
• متى تترك "دارين حداد" الوسط الفنى؟
-إذا وجدته يؤثر على حياتى، ولا أعتقد أن هذا الشىء ممكن أن يحدث، لأن علاقتى بالوسط الفنى رغم صداقتى للكثيرين فيه هى التصوير فقط، فبعد انتهائى من تصوير العمل أسافر مباشرة فأنا أحب التمثيل وأعمل الشىء الذى أحبه وعادة أتخلص من كل شىء يتسبب لى بأى طاقة سلبية .
• هل أنت حريصة على التواصل مع جمهورك من خلال السوشيال ميديا؟
- أنا كنت مضيفة طيران ولدى العديد من الأصدقاء من خلال شركة الطيران التى كنت أعمل بها، فلدى أصدقاء أعتز بهم والتواصل معهم من خلال الفيسبوك، وطبعا بعملى كممثلة أصبح لدى إنستجرام، ولكن الحقيقة أنا أحب رد فعل الجمهور ليس من خلال السوشيال ميديا، ولكن أحب رد فعل الجمهور الحقيقى الذى يقابلنى فى الشارع .
- ليس صحيحا أن أكون قد أجلت مشروع الزواج من أجل الفن، فالفن لا يمكن أن يأتى على حساب حياتى الخاصة، وأنا مثل أى فتاة تريد الزواج والارتباط فقط، إذا وجدت الشخص المناسب، عموما لم يحن أوان الزواج بعد، وأتمنى أن يكون شريك أحلامى شخصا يفهمنى، ويكون صديقى ولا يكون غيورا، فأنا لا أحب الغيرة القاتلة، وأهم شىء بالنسبة لى فى أي علاقة حب أو زواج، الاحترام المتبادل، فهو أساس أى علاقة ناجحة بين الرجل والمرأة، والعيب الذى لا يمكن أن أقبله فى شريك حياتى هو استخدام الألفاظ البذيئة، فأنا لا أطيق هذه النوعية من الرجال الذين يخطئون فى حق زوجاتهم ولا يترددون فى إهانة كرامتهن.