"صحبة حلوة وقعدة مزاج".. وصف مختصر لسهرة هادئة ومعتادة تقضيها فى نهاية أسبوع بعد "سحلة" شغل وملل دراسة وهربًا من علاقتك العاطفية التى أصابها البرود، لتغوص فى بحر النسيان المؤقت عن الواقع على مدار ساعات الليل حتى تعود لواقعك المأساوى عند ظهور أول خيط من النور، فما بالك أن تمتزج تلك الحالة من السرحان فى المطلق مع بعض من تعاويذ الموسيقى وسحر الطرب، لتضيف عبق "السلطنة اللايف" إلى سهرتك وقعدتك المؤقتة.
ومن هذا المنطلق ظهرت للنور "زاوية" موسيقية ساهرة فى إحدى شوارع العاصمة الأردنية عمان، مزجت بين قعدات السهر والونس الغنائى، بشكل أقرب لقعدات مزيكا تؤنس وحدتك بطبطبة غنائية، ترتكز على نوعية موسيقى تحاكى الواقع والجيل الجديد معتمدة على تيمة "الإندى ميوزيك"، أو المزيكا المستقلة بالعالم العربى، بدأتها باستقطاب التجارب الغنائية الجديدة فى ساحة الأندرجراوند الأردنية، واتسع مداها تدريجيًا لاستيراد عروض فنية من خارج البلاد، من مصر وتونس وصولًا إلى أوروبا.
"كورنرز" هو اسم إحدى أشهر الزوايا الموسيقية الساهرة فى العاصمة عمان، حجزت مكانها فى مجال الموسيقى البديلة العربية باعتبارها من "الفينيوز" القليلة المعتمدة فى عروضها على باندات "الإندى" أو الفرق المستقلة، اقتحمت سوق الحفلات بقوة منذ خمس سنوات، ليتحول المكان من مجرد مطعم أو "بار" للسهر وحتى "كافيه" لقعدات الدردشة، إلى منفذ لاستعراض الموسيقى البديلة العربية، وتميزت عن باقى المسارح أو "الفينيوز" المعتمدة على المزيكا بصغر المساحة و"حميمية المكان" بين الفنان والجمهور، لتشبه الحفلات "قعدات الونس".
على مدار السنوات الخمس، وبمعدل مقارب لخمسة حفلات شهرية بشكل مستمر، تمكنت ساحة "كورنرز" من كسر حاجز الـ 300 حفلة منذ رفعها علم "سهرات المزيكا"، بحسب ما كشفته ميس سهلى، منظمة حفلات لـ"عين"، إذ استقطبت فيها أشهر التجارب الأردنية مثل فرق المربع وأوتوستراد وأيلول، مع نجوم المجال اللبنانى على رأسهم الموسيقى زيد حمدان، وفرقة ادونيس، و"who killed bruce lee"، مرورًا برموز تونس، منها الفنانة بديعة بوحريزى، و"carl &the reda mafia" من دبى، وغابى يونج من إنجلترا، وحازت مصر نصيب الأسد، بتنوع رموزها، مثل فرقة سلالم وفرقة لايك جيلى، والفنانة مى وليد والمطربة نهى فكرى والموسيقى رامى عطالله، وصولًا لإعادة تقديم أشهر الفرق المصرية حاليًا مسار إجبارى مع الظهور الأول للثلاثى الموسيقى المصرى الفلسطينى "الإخفاء"، الذى يضم مريم صالح وموريس لوقا وتامر أبو غزالة.
ميس