هل جربت فى يوم من الأيام، شعور ذلك الشخص الذى لا يمتلك أى لغة أجنبية، وهو يجلس أمام فيلم أجنبى لا يتضمن أى ترجمة، هو كشعور الشخص "الأخرس" الذى يتعرض لظلم ويرغب فى التعبير عن نفسه لكنه لا يمتلك الوسيلة التى تمكنه من الحصول على حقه.
هذه هى التجربة التى تطبقها معظم المهرجانات المصرية فى أفلام الافتتاح، حيث لا تعطى أى قيمة لهذا الفيلم الذى قرر أن يشارك بعرضه الأول فى هذا المهرجان، ويتم التركيز فقط فى أى مهرجان ينظم فى مصر على قائمة المعدوين وعلى تخصيص عربات فارهة لنقلهم إلى مكان الافتتاح، وعلى الملابس التى سيرتدونها، وعلى شكل السجادة الحمراء، ويغفلون تماما فكرة أو معنى فيلم "افتتاح" هذا الأمر لم يتكرر مرة واحدة فى مصر بل تكرر مرات عديدة دون وجود أى أسباب ودون أن يتعلم مهرجان من الذى سبقه، مؤخرا قامت إدارة مهرجان القاهرة بعمل افتتاج مبهر من حيث التنظيم والديكور وشكل الدعوات وقائمة المدعوين، التى ضمن نجوم عالميين كان منهم "نيكولاس كيدج"، لكن كالعادة إدارة المهرجان تناست فى الأساس أن هناك فيلم افتتاح عالمى كان بعنوان THE MOUNTAIN BETWEEN US الذى لعبت بطولته "كيت وينسلت"، الفيلم بعد عرضه بـ20 دقيقة فقط واجه مشاكل فى الصوت والصورة، وهو الأمر الذى دفع مخرجه لمطالبة إدارة المهرجان بإيقاف عرض الفيلم فورا لأنهم يسيئون لأنفسهم بهذا الأمر قبل أن يسيئوا للفيلم، وهو الأمر الذى عرض إدارة المهرجان لهجوم كبير، من النقاد والمنتجين كان منهم محمد حفظى الذى أكد أن ما حدث كان بمثابة "خيبة أمل كبيرة".
وبعدها بفترة قليلة بدأ مهرجان "الجونة السينمائى" الذى حقق شهرة ونجاحا لم تحققها مهرجانات انطلقت منذ عشرات السنوات، لكن أيضا المهرجان تعرض لنفس "خيبة الأمل" فبعد وجود حفل افتتاح منظم تواجد فيه معظم فنانى الوطن العربى، تعرض فيلم الافتتاح "الشيخ جاكسون" لخطأ تقنى أدى لخروج بطله أحمد الفيشاوى عن النص بسبب وجود مشاكل فى الصوت والصورة، وبعد كل هذه المشكلات، أعتقد البعض أن المسئولين عن أى مهرجان سيتم تنظيمه فى مصر، سيكون الاهتمام الأول والأخير فيه هو جودة الأفلام والتأكد من التقنيات التى تعرض بها، لكن جاءت الدورة الثانية من مهرجان أسوان لسينما المرأة، لتؤكد أننا نعانى من نفس المشاكل ومن الواضح أنها ستكون مشكلة مزمنة، مع اليوم الثانى للمهرجان وأثناء عرض الفيلم التونسى "على كف عفريت" للمخرجة كوثر بن هنية، فوجئت لجنة التحكيم أن الصوت غير موجود، وأن الفيلم لا يتضمن أى ترجمة، وهو الأمر الذى أدى لانسحاب لجنة التحكيم، التى وضعت إدارة المهرجان فى موقف سيئ، نتمنى أن يتم حله خلال باقى أيام المهرجان، وخلال أى مهرجان يتم تنظيمه داخل مصر.