تدق الساعة السابعة من صباح كل يوم جمعة، لتبدأ أرصفة شارع "حفنى أبو جبل" بمنطقة حلوان، تفترش بأقفاص الحمام ومستلزماته من حبوب وأدوية، يتوافد عشاق الحمام وتجاره من جميع ضواحى حلوان، فهنا يجمعهم الحب والتجارة والهوايات المشتركة، الخبرات المتفاوتة تظهر هنا بشكل سريع، فأصحاب الخبرة يتوسطون الجموع ويشرحون كل شىء بشكل تفصيلى، هذا هو حال السوق الذى لم يتغير منذ 8 سنوات.
مجموعة من الصبية والفتيان يحملون الأقفاص تحبس داخلها فرد أو زوج من الحمام، يتنقلون من فرشة إلى أخرى، بعضهم عن يبحث عن "زوج/زوجة" لطيوره، وبعضهم يتعلم كيفية التعامل مع الغيٌة، والبعض الآخر جاء قاصدًا الاستبدال، تتجول بين الممرات الفاصلة بين الفرشة والأخرى تقع على مسامعك كلمات متشابهة مثل "ده مراسلات غالى" و"الزغلول سعره مختلف".
فى مدخل السوق التف عدد كبير من الموجودين حول الحاج "أحمد عبد الغفار" الكهل الخمسينى فهو أول من ربى الحمام المراسلات فى حلوان، وكانت عدسة "اليوم السابع" ضمن الموجودين حول الحاج "أحمد" وسرد لنا تفاصيل السوق وقال"احنا هنا بقالنا 8 سنين، الأول كنا جزء من سوق الخضار وبعدين حبينا نستقل بنفسنا فجينا هنا".
وأضاف: "يأتى إلى السوق عشاق الحمام والمهتمين بتربيته والتجارة فيه من كل مكان بحلوان وحتى منطقة طره، فيوجد هنا بيع وشراء واستبدال، بالإضافة إلى الأكل والعقاقير وإمكانية الكشف على الحمام العيٌان".
"الحمام أكثر من 30 ألف نوع وكل حاجة لها سعرها" قالها الحاج "أحمد" وهو ممسك بفرد حمام من النوع "الزاجل" وأضاف: "زينة، وغيٌة، ورمايا وسبق، وجمعيات، ومراسلات، ورومى، وتربية للأكل" هذه هى أبرز الأنواع، وكل منها له أنواعه أيضًا، والبيع والشراء يختلف من سعر نوع للآخر أمام البدل فعبارة عن "تبديل حمام قصاد حمام من غير فلوس" مشيرًا إلى أن فرد الحمام "الزاجل" يترواح سعره من 40 لـ 300 جنيه ويتوقف على حسب ذكائه، وأضاف"الحمام الزاجل ده ذكى جدًا، وله أرقام قياسية فى السرعة حاليًا لأعلى رقم قياسى 140كم/ساعة، ده بعد ما أثرت عليه شبكات النت والمحمول، والأول كان 200كم/الساعة".
تحدث الحاج "أحمد" عن حمام "المراسلات" الذى أكسبه شهرة واسعة وقال"بربيه من 40 سنة وبعشقه"، وأضاف: "استخدمات حمام المراسلات مثل الزاجل بالضبط لكن شكله مميز، وسعره أغلى إذ يتراوح سعر الفرد من 100 إلى 10000جنيه"، وتابع "الحمام ده غيٌة ممكن واحد يتاجر ويخسر ويفضل مستمر فيها" مشيرًا إلى أن علاقته بحمام المراسلات عشق من الطراز الأول ثم تجارة لأنه يربيه ويبيع صغاره.
وعن طرق عنايته بالحمام قال:الأكل الخاص به بسلة وفول وذرة وعدس، وأحافظ على إجراء الكشف عليه بين الحين والآخر للاطمئنان على صحته، وأحافظ على إعطائه جرعات "الأنتوسيد" و "الفلوموكس" عند اللزوم، مشيرًا إلى أنه يقضى ساعات طويلة من يومه يتأمل شكله وحركته.