انتشرت الفترة الأخيرة فى السينما والدراما ظاهرة "الشللية" فى الأعمال الفنية، وتعنى هذه الظاهرة اعتماد المنتجين والمخرجين على فنانين بعينهم ليشاركوا فى أغلب الأعمال مع تجاهل فنانين آخرين يتمتعون بالموهبة تلك الشلالية التى حققت نجاحا كبيرا، والتعاون الذى دام لسنوات بين الفنانين ابتداء من إسماعيل يس وعبد المنعم إبراهيم ورياض القصبجى، والذين استطاعوا معا أن يحققوا عددًا كبيرًا من النجاحات فى أعمال مثل إسماعيل يس بالبحرية، إسماعيل يس فى الجيش.
كذلك أيضا رأينا تلك الظاهرة تكررت مع النجوم عبد الحليم حافظ، شادية وحسين رياض فى العديد من الأعمال مثل دليلة، لحن الوفاء، وموعد غرام، واستمرت تلك الظاهرة فى الانتشار من سنوات لسنوات، وما بين جيل وآخر فنجدها انتشرت فى جيل الوسط أيضا فرأيناها فى أعمال جمعت بين النجوم عادل إمام، أحمد راتب ويسرا، مثل الإرهاب والكباب، كراكون فى الشارع، وطيور الظلام وعمارة يعقوبيان، أما حاليا انتشرت بين جيل الشباب، منهم حسن الرداد وإيمى سمير غانم وغيرهما.
عن هذه الظاهرة قالت الناقدة ماجدة موريس: إن هناك فنانين لهم حضور وآخرين اختفوا مما جعل الجمهور يعتقد أنهم غير موجودين، لذا فمن الأفضل أن يحرص الفنان على التواجد فى الساحة الفنية باستمرار، ولا يمكن للمخرج أو المنتج أن يغامر بفنان اختفى عن الساحة الفنية، ودائما ما يردد المخرج بأنه يستريح فى العمل مع فنانين بعينهم ويكرر العمل معهم، وخاصة أن المخرج لا يريد فنانا يعطل عمله أو يؤخره.
ماجدة موريس
ويقول الفنان عزت أبوعوف: إن الوسط الفنى يعتمد فى الوقت الحالى على "الشللية"، ولا يجتهد المخرجون والمنتجون فى البحث عن فنان لتوظيفه فى دور جديد، ولكن للأسف يقومون بالاستسهال والبحث عن الممثل المنتشر من دون بذل مجهود، والمشكلة هى أن كثيرا من المخرجين يتعمدون اختيار فنان بعينه، ليشارك فى أعمال فنية قد تصل إلى عدة مرات فى السنة الواحدة، ومن الأولى إعطاء الفرصة لفنانين آخرين لأداء هذه الأدوار التى جسدها فنان واحد.
عزت ابوعوف
أما المخرج يسرى نصر الله كان له رأى آخر فى هذا الإطار فقال: إن الشللية أصبحت حاليا أمرا منتشرا فى الوسط الفنى، وهذا يرجع إلى فكرة الواسطة التى انتشرت، وأيضا حدثت ضجة أخرى بعد تزايد عدد الممثلين العرب فى الأعمال الفنية المصرية وخاصة من سوريا، وحاول أشرف زكى نقيب نقابة المهن التمثيلية، الاعتراض على هذا الوضع، بهدف إفساح مجال العمل أمام الفنانين المصريين، إلا أن الوضع ظل كما هو عليه.
يسرى نصر الله