إيناس عبد الدايم تتربع على عرش «الجاز»

إيناس عبد الدايم وباسم درويش إيناس عبد الدايم وباسم درويش
 
مصطفى فاروق

هى "عازفة" قبل أن تكون "مسئولة"، نثرت بنفحات الفلوت ريح المحبة والسلام فى مسارح العالم، رئيسة الدار، ودكتورة، وملكة الفلوت، وأول وزيرة للثقافة فى أم الدنيا، بعيدًا عن كل المقدمات المعتادة التى أغرقت منصات العالم الافتراضى عنها وعن مشوارها الفنى، خطفت إيناس عبد الدايم لقبًا جديدًا فى مسيرتها، بتربعها رسميًا على عرش موسيقى الجاز العالمية، باقتناصها جائزة "جاز ميوزيك أوورد" الألمانية، لتكون بذلك أول "عازفة أوبرا كلاسيكية" ووزيرة ثقافة ومسئول حكومى يحصدها فى العالم العربى، ولكن هذه القصة لها منظور أوسع قليلًا، فهى هنا "جزء من كيان" توجت الجائزة باسمه، ليس لمنصبها ولا لشخصها فقط، وإنما باعتبارها عازفة فلوت ضمن مجموعة عازفين فى فرقة كايرو ستيبس، فرقة ألمانية ذات أصول مصرية، حفر اسمها على "درع" الجائزة الذهبى.

ايناس عبد الدايم

قرابة العقد والنصف من السنوات هى عمرها، وضع حجر أساسها عازف العود المصرى باسم درويش بمشاركة الظاهرة الموسيقية الألمانية ماتياس فراى، وخلقت لنفسها "أيقونة" موسيقية استثنائية اقتحمت بها السوق الموسيقى الألمانى بشكل خاص ومجال المزيكا العالمية عامة، بتقديمها مزيج ساحر بين كلاسيكيات الموسيقى مع الإلكترونيك ميوزيك وجرعة مركزة من الجاز المعاصر بنزعة صوفية شرقية، جسدت حلم درويش منذ الطفولة بالوصول بشغفه للموسيقى المصرية إلى العالمية، وبعد سنوات من الحفر فى الصخر، وصال وجال فى أنحاء القارة العجوز، ومحطاته السنوية فى مصر، وكسره أرقامًا قياسية من مبيعات ألبومات الفرقة، حصد أخيرًا أول "تقدير رسمى" فى مشواره الممتد لأكثر من ربع قرن، لقب "أول موسيقى مصرى وعربى ينال أعرق جوائز الجاز الأوروبية".

كايرو ستيبس وكوادرو نويفوو

أكثر من 10 آلاف نسخة "سى دى" تم بيعها للألبوم داخل ألمانيا فقط، بجانب أكثر من 5 آلاف نسخة بيعت فى مصر، وقرابة الـ 3 آلاف أخرى فى أنحاء أوروبية متفرقة، وذلك من ضمن الأسباب الرئيسية لاختيار كايرو ستيبس وكوادرو نويفو لنيل الدرع الذهبى، ويعد ذلك نجاحًا ساحقًا بدون مبالغة فى الوصف، إذ تعد هذه المبيعات "هائلة" فى عددها خاصة لنوعية موسيقى الجاز، ما جعل المؤسسة المانحة للجائزة طبع اسطوانة "فينيل إل بى" ذهبية كبيرة احتفاءً بهذا النجاح، مع اقتراب الألبوم من الاستحواذ على الدرع "البلاتينى" عند كسره حاجز الـ20 ألف من حيث المبيعات، وتعد هذه الجائزة هى الأولى فى مسيرة كايرو ستيبس، والثالثة فى رحلة كوادرو نويفو الموسيقية، والأولى أيضًا عالميًا لألبوم ينتج عن تعاون مشترك بين فرقتين فى ألبوم.

بااسم

 

ومع دخول كايرو ستيبس فى "قوقعة" بريك مؤقت عن الحفلات، بعد جولة ألمانية طويلة خلال الشهرين الماضيين، تستعد فى الوقت الحالى لتكريمها، بحضور حفل توزيع الجائزة الرسمى على أكبر وأعرق المسارح الموسيقية التاريخية فى ألمانيا، مسرح "فيلهارمونى برلين"، يوم 19 أبريل، ويتسلم الجائزة باسم درويش بنفسه، مع مفاجأة خاصة جدا، بحضور الدكتورة إيناس عبد الدايم بنفسها للحفل، ولكنها هذه المرة تتعرى عن منصبها الحكومى وتحضر بكونها عازفة بالفريق، وتسلط بحضرتها الاستثنائية أنظار الصحافة العالمية على إنجازها، الذى يعد إنجازًا موسيقيًا باسم أم الدنيا، وتكون أول امرأة ووزيرة تعزف على خشبة المسرح العالمى أمام الحكومة العالمية، بجانب درويش، عازفان مصريان يرفعان اسم بلدهما إلى أعالى السماء وسط دهشة العالم، تكريم هو شرف أكثر منه تقدير على حد وصف باسم، مع كتمانه أمنية فى داخله، أن ينال هذا التقدير فى بلده، مثلما قام بتشرفها خارجها.

كايرو ستيبس
كايرو ستيبس
24232741_10155774880891605_6370962193223495340_n
 
17884584_10155058470256605_6007190742992079099_n
 

 

 


اضف تعليق
لا توجد تعليقات على الخبر