"القلب يا ناس اشتكى محتاج هشتكة، محتاج حبة سعادة وكفاية كده بقى".. ستدخل فى حالة صدمة مؤقتة فور سماعك هذه الكلمات، ولن تخمن بادئ ذى بدء من يؤديها، وستظنها ربما مجرد عبارة مكتوبة على "توكتوك"، أو كوبليه يعاد مرارًا وتكرارًا فى مهرجان شعبى ترقص على موسيقاه، وهى ليست "تجويدًا" على الإفيه الشهير "القلب اشتكى عايز هشتكة"، ولا "تعلية" على مقولة "مش بعد الكلكعة هتيجى الشخلعة"، وإنما هى مجرد أغنية جديدة لفرقة كايروكى.
كلمات مفاجئة أحدثت حالة هوس بشكل مفاجئ في ربوع السوشيال ميديا خلال الدقائق الماضية فور إطلاق الكليب الرسمى لها، وزادت المفاجأة الضِّعف فور الكشف عن مَن يؤدى تلك الكلمات التى تتسم بالبساطة والتلقائية بشكل "أوفر حبتين"، على غير العادة تمامًا من أغانيها، تمكنت كايروكى من الغوص فى بحر العبارات اليومية المعتادة وتحويلها إلى مادة غنائية "تلزق" فى دماغك فور سماعها للمرة الأولى، وستضطر راضيًا لإعادتها عدة مرات، خاصة لو "كنت سنجل" و"مش لاقى اللى يهشتكك"، وستجد أخيرًا "صوتًا" يعبر عن "وحدتك" و"حاجتك لشوية دلع".
وربما تكمن اللفتة الأهم فى الأغنية، بعيدًا عن مشاهد الكليب الممتعة، وموسيقاها المبهجة عامة، هى إعادة كايروكى إحياء إحدى روائع أغاني "السنجلة" الخالدة للنجم بهاء سلطان، ولكن من منظور أكثر عصرية ربما، وبشكل "دارج" أكثر، فمن منا لا ينسى "الواد قلبه بيوجعه وعايز حد يدلعه"، وذلك الكائن السنجل الوحيد "اللي بيقول الآه ومش لاقي حد معاه"، وظل يناشد حبيبته التي "شنفت ريقه" من قلة الدلع والحنان وطول البعاد، ليظل محبوسًا في بؤسه المطلق مناشدًا من حوله لحاجته لـ"جرعة حنية" على طريقة إفيه محمد هنيدي الشهير "إديني الحقنة بسرعة أرجوك محتاج الجرعة" ليظل مخاطبًا إياها طوال الأغنية وهي لا تبالي "ياحبيبي يا ضي عينيه مش لاقي فيك حني، خليك مع قلبي شوية".
ولكن كايروكى أخذت "الهشتكة" لمنظور أوسع قليلًا من منظور سلطان، لتكمن "الشخلعة" هنا فى "شيكولاتة" تنسيك "كلكعة" يومك وضغط "شغلك" و"بؤسك"، وتجعلك تعيش سعادة مؤقتة بمنتهى البساطة عبر "حتة شوكولاتة"، بعد تقديمها بشكل أغنية دعائية لإحدى شركات الشيكولاتة العالمية، وبعيدًا عن محتوى الأغنية والربط بينها وبين بهاء، فمن المتوقع أن تصبح هذه الأغنية "تريند" خلال الأيام المقبلة، وربما تنافس إلى حد ما التريند الهائل الذى صنعته كايروكى بأغنيتها الشعبية الأشهر "الكيف"، والتى أصبحت الأغنية الرسمية فى معظم تكاتك وميكروباصات مصر، لبساطتها.