"بالرئة ما يكفي من الغرق وبالعين ما يكفي من العمى وبنا ما يكفي من كل ما لا نحب".. حالة من التوهان في المطلق ستخطفك إليها هذه الكلمات فور سماعها للمرة الأولى، وتدخل في دوامة من السرحان في ملكوت آخر، ويقتات إحساس من تؤديها على شظايا روحك تدريجيًّا، لتجد نفسك "سحلت" إلى مكان بعيد، جزيرة نائية وسط بحر أفكارك الهائج بتساؤلاته، لا ونيس هناك سواك، ولا ضجيج يعلو فوق دقات قلبك، التي تهدأ شيئًا فشيئًا حتى تصمت مؤقتًا، مع اندماجك مع تعويذة الأغنية، وتقرر إعادتها مرة تلو أخرى حتى تعود لذلك الملكوت الهادئ.
هي حالة أقرب منها مجرد أغنية تسمعها من حين لآخر، أسرت قلوب قاعدة جماهيرية لا يستهان بكبرها في ربوع العالم العربي، وخطفت مكانة خاصة في قلوب المصريين، ممن وجدوا فيها "حتة منهم" و"شخصية تتحب" أكثر منها فنانة قد توصف بالعالمية بجولاتها الفنية وإنجازاتها، ومثلت مصر لها "بيتها الثاني" وليست مجرد محطة ضمن محطات رحلاتها الغنائية، ولا تمر سنة إلا وتقرر العودة إليها بمفاجأة، بحفلة أو حفلتين، ولكن يبدو أنها قررت "تعلية" سقف التشويق والتعويض لمحبيها بالقاهرة، وتقدم إليهم جرعة سعادة مركزة خلال جولتها الغنائية الجديدة في أم الدنيا، فهذه المرة خاصة، فبدل الحفلة "خمسة".
وتبدأ الغالية رحلتها في دهاليز العاصمة بسهرة موسيقية خاصة على مسرح كايرو جاز كلوب بالعجوزة، في العاشرة والنصف مساء الخميس المقبل، وتتبعها في اليوم التالي بحفلة غنائية ضخمة في الهواء الطلق على مسرح حديقة الحرية، ضمن مشاركتها الاستثنائية في إحياء ثالث جولات مسابقة "معركة الباندات"، أكبر منافسة رسيمة للفرقة الغنائية الصاعدة في مجال الأندرجراوند، وتفتح بابها للجمهور بشكل مجاني، ومن ثم تخلق عباءة الغناء والاستعراض مؤقتًا لتقتحم عالم الأدب بالاحتفاء بإطلاق كتابها الجديد "روميو وليلى" عبر حفلتي توقيع، بدايتها في مكتبة ديوان بالزمالك مساء السبت 24 مارس، وحفلة أخرى باليوم التالي بمكتبة الكتبجية بالمعادي، حتى تختتم رحلتها الدسمة بمصر بحفلة غنائية على طريقة "الروقان" على مسرح دار الأوبرا المصرية مساء الإثنين 26 مارس.