فى عام 2007، عندما ظهر فى فيلم "حليم" بطولة والده العبقرى الراحل أحمد زكى، لم يتحدث النجم الشاب هيثم أحمد زكى عن أعماله، التى قدمها خلال السنوات الماضية، ولكنه اكتفى بالصمت طوال هذه الفترة، ليفتح قلبه فى حوار خاص لـ"عين" ليتحدث عن أحلامه وعن علاقته بوالده، وتشبيه النجوم بمدرسة أحمد زكى، وخلافه مع النجم عادل إمام، وشخصية عاكف أبو العز الإرهابية، التى يعود بها هيثم إلى الساحة بقوة.. إلى نص الحوار:
ما أسباب قبولك المشاركة فى بطولة مسلسل "كلبش2"؟
فى البداية أى عمل يدخله الفنان لا يعلم مدى نجاحه أو فشله، وهناك أعمال لم تحقق النجاح المطلوب وأيضا أعمال حققت نجاحا وشهرة كبيرة وتحدث عنها الجمهور، والحقيقة التى يعرفها الجميع أن "كلبش2" مسلسل ناجح للغاية، والجزء الأول من العمل ترك أثرا كبيرا مع الناس وصدى واسع الانتشار، وفضلت المشاركة فى هذا العمل تحديدا لأن الشخصية التى ألعبها جديدة ومختلفة، وفى اعتقادى الشخصى هى مفاجأة للجمهور منذ لحظة ظهورها، علما بأننى تلقيت عروضا للبطولة هذا العام فى أكثر من مسلسل، ولكنى حاولت أن أركز فى شخصية تترك صدى مع الناس فى الشارع.
ماذا عن كواليس المسلسل.. والتعامل مع أمير كرارة والمخرج بيتر ميمى؟
الكواليس رائعة وممتازة للغاية، أغلب الممثلين فى هذ العمل أصدقائى، ونتعامل مع بعضنا بكل احترام ومودة، وعن أمير كرارة تجمعنا صراعات كبيرة فى أحداث المسلسل، وهناك مشاهد كثيرة سيتفاجئ الجمهور بها من حيث لغة الحوار والأداء وخلافه، أما المخرج بيتر ميمى فهو إنسان محترم للغاية، يعطى كل ممثل حقه، لا يبخل على أحد بشىء، ويحاول طول الوقت أن توجد أريحية بين الجميع، فضلا عن أنه "شاطر" جدا، وسيرى المشاهد مسلسلا من العيار الثقيل.
كيف أعددت لشخصية "عاكف أبو العز".. خاصة أنها تحتاج لتدريبات بدنية كبيرة؟
صعوبة الشخصية ليست فى التدريبات البدنية فقط، ولكنها فى "التمثيل" فهى شخصية "قلبها ميت"، يقوم بكل ما هو مخل وغير شرعى يتعاون مع العصابات والقتلة المحترفين وخلافه، أما الجزء البدنى، فأنا شخص رياضى بطبيعة الحال وأتدرب كثيرا الفترة الماضية، وكل يوم قبل التصوير أقوم بعمل تدريبات بدنية وتدريبات على حمل السلاح والقتل وما شابه، خاصة أن هناك مشاهد فى الأحداث تتطلب أكشن وقفز ومطاردات، سيتم تصويرها خلال الفترة المقبلة.
هيثم أحمد زكى
يقال إنك تجسد شخصية "صبرى نحنوخ" فى المسلسل.. ما صحة ذلك؟
شخصية عاكف أبو العز أكبر من أن تحصر فى شخص ما، فهى شخصية غريبة الأطوار وليست مجرد بلطجى هو شخص قلبه لا يعرف الخوف، يتعرض لأزمات فى حياته، جعلته بلا روح وقلب، ويصنف ضمن الإرهابيين الخطرين، يتعاون مع "القاعدة وداعش" وعصابات وقتلة إلخ، ومع الأحداث يوجد صراع كبير بين عاكف وسليم الأنصارى من البداية حتى النهاية.
معنى ذلك أن سليم انصارى دخل فى خصومة متعمدة مع عاكف أبو العز.. جعلتك تقتل عائلته؟
بالفعل.. الضابط سليم وجه إهانة معينة لعاكف أبو العز "وجعته جدا"، سيشاهدها الجمهور مع بداية الأحداث.. جعلته ينتقم بشكل قوى ومخيف، حتى وصل الأمر لتصفية عائلة سليم الأنصارى بالكامل، وسيفتح بابا للطار بينهما، فضلا عن محاولة تصفية سليم بنفسه، ولكنه يفلت من كل الهجمات.
ألا تشعر بقلق تجاه وصفك بـ"البلطجى" بعد شخصية "عاكف أبو العز"؟
عاكف أبو العز ليس "بلطجى".. ولا يجب وصفه بذلك، بينما هو الأقرب إلى شخصية "الإرهابى الخطر"، حيث تتناول الشخصية كل أشكال الإرهاب والقلب والميت والدفاع عن النفس بأشكال غير شرعية وحمل سلاح وما شابه.
اختفاؤك من الساحة الفنية الفترة الماضية.. مقصود أم لعدم وجود عمل مناسب؟
على العكس أنا لم أختف.. فقومت بالمشاركة فى بطولة فيلم "الكنز" مع المخرج الكبير شريف عرفة، وقبلها فيلم "سكر مر" ومسلسل أستاذ ورئيس قسم مع الفنان عادل إمام، ومن الممكن أنهم لم يحققوا النجاح المتوقع، إلا أننى لم أختف غير لفترة قصيرة لا تتعدى العام، فضلا عن البحث عن "سيناريو" قوى يضيف لى فى المستقبل.
هل يوجد ممثل شبيه أحمد زكى على الساحة؟
مبتسما.. بالطبع "لأ" .. صعب جدا يوجد أحد شبيه للعظيم أحمد زكى.. ولكن.. هناك أشخاص متأثرين بمدرسة "زكى" فى التمثيل وذلك من حقهم.. لكن شبه من المستحيل، وسأضرب لك مثالا.. "مين شبه أحمد زكى فأيه ولا أيه ولا أيه.. يعنى شبه فى "الأمبراطو، ولا البرىء، ولا البيه البواب ولا السادات ولا ناصر 56 ولا الرجل الثالث ولا أيه بالظبط.. هل يوجد شخص قادر يعمل التنوع دا.. بالفعل يوجد ممثلون متأثرون به.. لكن شبه لا اعتقد.
ألا تشعر بغضاضة عند تشبيه الفنان محمد رمضان بوالدك أحمد زكى؟
على العكس.. لا يحزننى على الإطلاق تشبيه محمد رمضان بأحمد زكى.. ولا يحزننى تشبيه عمرو سعد بأحمد زكى.. ولا غيرهم "زكى" أيقونة وتاريخ ومدرسة لا توصف شكلا وموضوعا ومتاح للجميع التشبه بها.
معنى ذلك أن تفكر فى تقديم فيلم عن الراحل الكبير أحمد زكى؟
"مقدرش".. ولا أجرأ على ذلك.. أحمد زكى نتفرج عليه وبس.. نقلده "صعب ونروح فى الرجلين".. وهذا اعتزازا بكل ما قدمه "زكى" فى الحياة.
لماذا لم يحقق فيلم "الكنز" إيرادات من وجهة نظرك؟
أنا لست متابعا لموضوع الإيرادات.. وليس شأنى.. أنا قمت بشخصية مصطفى الكتاتنى بفيلم الكنز من أجل المخرج الكبير شريف عرفة، وهو أول مخرج قدمنى على الساحة وقت فيلم "حليم" عام 2006، وبالتالى عندما يطلبنى الأستاذ شريف عرفة سألبى النداء مهما كان الوضع.. وفى اعتقادى الشخصى هذا الفيلم يتضمن تفاصيل تاريخية وحكايات رائعة، ويكتب فى تاريخ السينما المصرية بكل تفاصيله، أما الإيرادات دى بتاعة "ربنا".
عقب فيلم "حليم" وظهورك أمام الجمهور لأول مرة.. قمت بعدها ببطولة فيلم "البلياتشو".. تعتبرها خطوة ضدك؟
نعم كانت خطوة ضدى.. وقتها لم يكن عندى ما يكفى من الخبرة لأختار، فضلا عن عدم وجود أحد ليرشدنى وقتها وكنت استمع لمنتجين كبار بتقديمى للبطولة مباشرة.. علما بأن هذا الدور مازال عالقا فى ذهن الجمهور، بالإضافة للأغنية التى قام بغنائها الفنان مدحت صالح، ولكن كنت أتمنى أن لا أقوم بهذه الخطوة سريعا، وأن أتأنى فى الاختيار عقب "حيلم"، ولكن شاء القدر.. واستمتع كثيرا حاليا بالأدوار التى أقوم بها من غير بطولة، وهو الهدف الرئيسى عندما تقدم أدوارا تستقر فى عقل الناس فى وجهة نظرى هى "البطولة".
يقال إنك لست على وفاق مع الزعيم عادل إمام.. بعد مشادة فى مسلسل أستاذ ورئيس قسم.. ما قولك؟
مقتضبا.. أنا أصغر من أكون لست على وفاق مع الأستاذ عادل إمام.. لا خلاف بيننا.. "صمت".
لماذا يخاف المنتجون منك.. ويعتبرونك مزجانجى.. ولذلك يشعرون بقلق عند ترشيحك أو تعطيل التصوير؟
هذا ليس حقيقيا بالمرة.. أنا لم أعطل التصوير فى حياتى.. وهذا ثانى عمل مع الأستاذ المنتج تامر مرسى بعد "أستاذ ورئيس قسم"، ولو أنا بعطل التصوير أكيد مش هيجبنى".. وغيرها من الأعمال التى قمت بها.. أما موضوع "مزجانجى" لأنه من الطبيعى عندما أقوم بقراءة أى شخصية، أشعر أنها ستضيف لى.. أنفذها على الفور.. ولذلك يعتبرنى الناس "مزجانجى"، وأنا بطبيعة الحال "مش جعان نجومية" بسبب حالة التشبع التى غلفها بى والدى، حتى لو كنت مش ممثل.. الناس ترانى فى أى مكان تحدثنى عن أحمد زكى.. ومن هنا شبعت نجومية.. وهذا خطأى الوحيد.. يا ريتنى كنت جعان نجومية، "لما يبقا والدك أحمد زكى.. هتمعل أية أكثر من اللى عمله"، وفكرة استمرار ومسيرة أحمد زكى فى شخصى.. هذا أكبر خطأ.. لأن جميع أدوار أحمد زكى.. كان بياخد الباب فأيده، ولذلك أعمل بحسب إعجابى بالدور أو مع شخص عزيز لم أرفض له طلبا مثل الأستاذ شريف عرفة.
ممثلون جيلك أصبحوا أبطالا.. ألا تشعر بضيق من ذلك؟
بالفعل تأخرت قليلا.. ولكن هناك أدوار أمتع كثيرا من البطولة.. وتحقق صدى كبيرا وتظل عالقة مع الناس فى الشارع.. ولذلك لا أفكر فى البطولة حاليا بقدر ما أفكر أن أقوم بأدوار تضع بصمة.. فهناك شخصيات قمت بها مثل شخصية ضابط المخابرات فى مسلسل "الصفعة" مع الفنان شريف منير، فيلم كف القمر وكلها أعمال حققت ناجحا كبيرا وقتها، لا تنسى أن هناك نجوما لم تقم بالبطولة كثيرا وعلى سبيل المثال الفنان خالد صالح "رحمه الله"، لم يقدم بطولات كثيرة، بينما قام بأدوار رائعة ونتذكرها جميعا فى كل وقت.. ومثلا الفنان العظيم عادل أدهم لم يقدم بطولة واحدة.. ولكن أدواره تضع اسمه قبل أى بطل.. وزكى رستم أيضا.. البطولة ليست مقياسا.
ما الذى تخشاه فى الفترة المقبلة؟
أخشى مقارنتى بوالدى.. أو مقارنتى مع أشخاص يقلدون أحمد زكى.. هذا ظلم كبير لى.. أنا مهما ما عملت مش هقدر أوصل لمكانة "أحمد زكى".. أنا مزجانجى .. استمتع بأدوارى.. واجتهد كثيرا لكى أكون هيثم أحمد زكى فقط.