فيديو.. من الحجاوى إلى الوديدى.. «الموال» فن شعبى ملحمى

نجوم المواويل نجوم المواويل
 
إيناس كمال

حكايات الأغراب والليل والعين والسهد والسهر والمواويل وضحايا الحب وآهات العشاق والملامح والبطولات وغيرها، هكذا عرف المصريون فن الموال، أقرب الفنون إلى القلوب، والذى لم يشهد فن تجددا وثراء مثلما يشهد فن الموال المصرى وهو أحد أبرز الفنون الشعبية التراثية الفلكلورية.

الموال من القوالب الغنائية التقليدية، ويعتبر من الفنون الملحونة التى انحرفت عن الفنون القولية. يعيش الموال ويزدهر على ألسنة الناس المتفكهين والظرفاء، وعلى ألسنة الشعراء الذين ينظمون الشعر الفصيح.

اختلفت الآراء حول نشأة الموال وأصله، فمن قائل أنه قد نشأ فى واسط بين عمالها الذين كانوا يتغنون بأبيات يقولون فى آخركل بيت منها "يامواليا" أثناء عملهم وهناك من قال أنه نشأ ببغداد عندما رثت جارية كانت عند جعفر بن يحيى بن خالد البرمكى سيدها بعد أن نكب هارون الرشيد البرامكة وكانت تصيح عقب كل بيت منها بعبارة " وامواليا "، وهناك من يذهب إلى أنه قد سمى كذلك لموالاة بعض قوافيه بعضا. وأيضا لأن أول من نطق به موالى بنى برمك.

ومن النادر ما تخلو مناسبة دون أداء المغنى لموال قصصيا مثال : أدهم الشرقاوي، حسن ونعيمة، وشفيقة ومتولي، بهية وياسين، وموال الطير.. وغيرها والفنانون المحترفون هم أشهر من يحفظون هذا النوع من المواويل.. ومن النادر أن يكون غناء الموال القصصى دون مصاحبة موسيقية. فالموسيقى عنصر أساسى وهام فى بنائه.. تسهم فى التعبير عن المواقف المختلفة التى يحفل بها الموال. كما أنها تعكس الصورة العامة التى يرسمها الموال ويصاحب الموال القصصى آلة فردية مثل الناي، أو الكولة، أو الأرغول، أو المزمار.

ومن بين من اشتهروا بغناء الموال الشعبي، وبرعوا فى ارتجاله: محمد عبد المطلب، ومحمد الكحلاوى، محمد العزبي، محمد رشدي، شفيق جلال، خضرة محمد خضر، محمد طه، بدرية السيد، التى تعرف باسم (بدارة) ومتقال قناوى، وأحمد عدوية.

ومن مشاهير المغنين فى الوطن العربى ممن اشتهروا بغناء الموال: وديع الصافى (لبنان) الذى اشتهر بمدرسته الغنائية، صباح فخرى (سوريا)، لطفى بوشناق (تونس)، ناظم الغزالى (العراق).          

توراث المصريون التراث الشعبى والقصص والحكايات الشعبية جيلاً بعد جيل ولعل أبرز من ارتبط اسمهم بالموال هو زكريا الحجاوى الذى تنقل بين الموالد والأسواق والقرى والنجوع فى ريف مصر باحثا عن تحفة فنية أو صوت حقيقى واعد يكتشفه ويعود به إلى القاهرة ليقدمه إلى النجومية.

قال عنه صلاح جاهين "إنه يشبه سقراط والحواريون حوله" ووصفه يوسف إدريس بأنه رائد القصة القصيرة الواقعية، ولقبه النقاد بعاشق المداحين، دخل الحجاوى الإذاعة بتمثيلياته ومسلسلاته، تتبع خطوات الشيخ سيد درويش وغنى كثيرا من مقطوعاته فى جلسات بين أصدقائه ثم احترف الصحافة وبدأ فى كتابة القصة القصيرة والنقد والبحوث الفنية.

قدم الحجاوى محمد طه وشوقى القناوى وجمالات شيحة وأبودراع إلى جمهور الغناء وخضرة محمد خضر التى تزوجها ولمع صوتها فى فيلم "أيوب المصري" و"ملاعيب شيحا" وكتب زكريا آخر موال فى خضرة التى غنت "رعت فدان جمايل وأربعة معروف.. ورويتها يا ما شهامة بالزوق وبالمعروف) وسافر إلى صعيد مصر واكتشف "ناعسة المزاتية" والتى تعد أم كلثوم الفن الشعبى وكون لها فرقة غنائية وطاف معها الصعيد، وأسس فرقة الفلاحين التى قدمت عروضها فى احتفالات عيد الثورة عام 1957.

شارك فيما يقرب من 30 فيلما سينمائيا أشهرها "حسن ونعيمة" و"دعاء الكروان" و"خلخال حبيبي" و"السفيرة عزيزة" و"ملك البترول".

محمد طه.. فنان شعبى له عدد من المواويل المشهورة منها "ع الأصل دور" و"مسا الجمال والدلال" و"كلامنا بلدى اسمع يا ولدي" وغيرها من المواويل الشهيرة. ألف ولحن وغنى، كما كان صاحب فرقة موسيقية وشركة أسطوانات، ومن أهم مواويله الوطنية "خليك فاكر مصر جميلة.. انتى الأصيلة يا مصر وكلنا عارفين.

أما عن أشهر ملحنى الموال فى القرن العشرين هم محمد عبد الوهاب، محمد القصبجى وزكريا أحمد ومن أشهر مطربى الموال صالح عبد الحى، محمد عبد المطلب، كارم محمود، محمد فوزى، فريد الأطرش ومحمد العزبي.

من أشهر المواويل:

محمد عبد الوهاب (اللى انكتب ع الجبين، كل اللى ح اتنصف، سبع سواقى، فى البحر لم فتكم)، أم كلثوم (الليل اهو طال، يا مجد، ألحان محمد القصبجى، ليالى الحنة، فضل لى إيه، يا بعيد الدار، سلام الله، برضاك، ألحان زكريا أحمد). كما غنت فيروز من لحن الأخوين رحبانى موال أغنية يا دارة دوري.

وبعد ان كاد فن الموال يختفى من الساحة الفنية فى مصر وبندثر باندثار العديد من الفنون ومع التطور الطبيعى للفنون، ظهر محدثون ومجددون لهذا اللون مع إضافة التوزيع الجديد للموسيقى من طابع الأندرجراوند وعلى رأسهم الفنانة دينا الوديدى التى أحيت الغناء التراثى بمشروع "النيل" وغنت منه السيرة الهلالية وعدد من أغانى التراث والموال وكذلك الفنانة دنيا مسعود ومريم صالح.

 


اضف تعليق
لا توجد تعليقات على الخبر