منذ ظهورها الأول فى السينما بفيلم "صعيدى فى الجامعة الأمريكية" والجميع توقع لها النجومية لما تتميز به من بساطة فى الأداء وجاذبية على الشاشة.. إنها النجمة غادة عادل التى كرمها مهرجان الأقصر للسينما الأفريقية فى دورته السابعة بعد مشوار سينمائى بدأ عام 1998 بفيلم "صعيدى فى الجامعة الأمريكية "واستمر لمدة 20 عاما لتقدم خلاله ما يقرب من 20 فيلما سينمائيا استطاعت من خلالهم أن تحفر لنفسها مكانة خاصة فى قلوب الجمهور..
بداية كيف كان تكريمك بمهرجان الاقصر للسينما الأفريقية؟
بالتأكيد شعرت بالسعادة لأن مهرجان الاقصر من اهم المهرجانات فى مصر وفى قارة أفريقيا وهو مهرجان له خصوصيته فى الاهتمام بالسينما الأفريقية، وأشكر إدارة المهرجان على اختيارى وتكريمى.
والتكريم بشكل عام للفنان هل هو مهم؟
التكريم يمنح الفنان دفعة للأمام ويشعره بأن ما قدمه من جهد خلال مشواره لم يضِع هباء، ولكنه يقدر من قِبَل البعض، وفى نفس الوقت التكريم والحصول على جوائز يعد مسئولية كبيرة؛ لأن الجمهور ينتظر الخطوات القادمة من الفنان، ومؤكد أنها لابد ان تكون فى صعود وهذا ما أفكر فيه حاليا لأن عادة مرحلة البدايات يقدم الفنان فيها الكثير من الأعمال ويهمه الكم، ولكن بعد فترة يفكر جيدا فى الكيف وفى مضمون ما يقدمه.
وهل نعتبر تعاونك مع المخرج الكبير الراحل محمد خان فى فيلم "فى شقة مصر الجديدة" محطة مهمة فى مشوارك؟
بكل تأكيد فهى تجربة مهمة جدا وتشرفت بالعمل معه واستفدت كثيرا منه وهذا الفيلم حصلت من خلاله على إشادات نقدية كثيرة، فالمخرج محمد خان له مدرسته الخاصة فى السينما، ولو شاهدت مشهدا من أحد أفلامه دون أن تتابع التتر وتعرف اسم المخرج من أول مشهد بالفيلم ستعرف أنك أمام سينما محمد خان، فالسينما التى يقدمها لها خصوصيتها وتجربتى معه مختلفة عن كل التجارب الأخرى التى قدمتها، وكنت أتمنى تكرار التعاون معه، وبالفعل كان هناك مشروع فيلم سينمائى، ولكن لم يكتمل برحيله فرحمه الله لأنه مخرج قدير وعبقرى.
تعاونت مع مخرجين شباب أيضا فمن المميز منهم؟
المخرج أحمد خالد موسى لأنه استطاع أن يقدمنى فى شكل جديد ومختلف، من خلال "نهى"، واستمر تعاونى معه فى السينما فى أول تجاربه فى السينما وهى فيلم "هروب اضطرارى" وهو مخرج له مستقبل كبير فى السينما المصرية.
ولكن من المخرجين الآخرين الذين تعاونت معهم واكتسبتى خبرات من تجاربهم سواء فى السينما أو فى الدراما التليفزيونية؟
كل مخرج مثلت فى عمل له استفدت منه فقد تعاونت مع المخرج الكبير شريف عرفه فى فيلم "عبود على الحدود" فى البدايات وهو مخرج كبير ويعرف كيف يوجه الممثل ويوظفه جيدا واستفدت أيضا من المخرجة ساندرا نشأت فى فيلم "ملاكى إسكندرية" وكانت تجربة مهمة فى مشوارى ونقلة فى أدائى، ومع المخرج وائل إحسان فى فيلم "الباشا تلميذ" أيضا كانت تجربة مهمة والمخرج عمرو عرفه فى فيلم "ابن القنصل" تعلمت من تجربته الخروج والدخول من شخصية لأخرى وكاراكتر لآخر. وفى الدراما التليفزيونية أيضا استفدت كثيرا من المخرج رامى إمام فى مسلسل "عفاريت عدلى علام" وخالد مرعى فى مسلسل "العهد" والمخرج عادل الأعصر فى "وجه القمر" والمخرج إسماعيل عبد الحافظ فى "المصراوية" فهما مخرجان مخضرمان، وتعلمت منهما الكثير وأخيرا وليس آخرا تعلمت من المخرج مجدى الهوارى أيضا البساطة فى الأداء فى الأعمال التى قدمتها معه.
بمناسبة ذكرك لمسلسل "وجه القمر" مع النجمة الراحلة فاتن حمامة هل لديك ذكريات معها؟
استفدت منها ومن الفنان جميل راتب والفنان أحمد رمزى، ولكن فاتن حمامة بالتحديد تعلمت منها الالتزام والإخلاص وحب العمل وحب الناس وكنت أراها أحيانا قاسية شوية، لكنها قسوة الأم على أبنائها، فهى سيدة عظيمة، وأنا لم ألتحق بمعهد ولا كلية لدراسة التمثيل، ولكنى تعلمت من تجاربى مع السينما ومن هؤلاء العظام الذين وقفت أمامهم.
حينما سئل الناقد طارق الشناوى عن من تستطيع تجسيد فاتن حمامة فقال غادة عادل أو نيللى كريم.. فما ردك؟
أشكره طبعا فهو ناقد متميز وأتمنى بالفعل ذلك، على الرغم أن التجربة ستكون صعبة جدا، ولكنها شرف كبير لأى ممثلة تجسد شخصية سيدة الشاشة.
تكاد تكون الفنانة غادة عادل هى الأنجح فى الموازنة بين النجاح الفنى والأسرى، فما رأيك؟
هذا يعود أولًا لحرصى فى التوفيق بين أوقات عملى وأوقات أولادى، فأنا أحرص على أن تكون فترة الإجازة الصيفية بالكامل لأولادي، لذلك هم يشجعوننى على العمل دائمًا، ويحزنون عندما لا أعمل فى عام ما، وهم يحبون جميع أعمالى كافة.
قدمت شخصيات كثيرة سواء فى السينما أو فى الدراما التليفزيونية، وجميعها متباينة ومختلفة فكيف تستعدين لأى شخصية تقدمينها؟
أولا أذاكرها جيدا وأفكر فى تاريخها وأصنع لها تاريخا إذا لم يكن متوفرا فى السيناريو، كما أعتمد دائما على المخزون الشخصى من مشاهداتى لنفس الشخصية فى الواقع، وفى الأعمال التى احتوت على نفس الشخصية من قبل، فمثلا لو كنت أجسد شخصية محامية من المؤكد قابلت أكثر من محامية وهنا استدعى الشخصيات التى قابلتها، وأنهل منها بناء على معطيات السيناريو للشخصية.
قدمتى بطولات مطلقة، ولكن مؤخرا شاركتى فى فيلم "هروب اضطرارى" وكان بطولة جماعية؟
البطولة الجماعية هى الأساس منذ أفلام الأبيض والأسود، وأنا لدى يقين بأن السيناريو وجودة القصة هى العامل الرئيسى فى تحديد أبطالها، لذلك لم أضع فكرة البطولة المطلقة أو البطل الأوحد ضمن حساباتى، فقط الفكرة هى ما كانت تشغلنى وما سأقدمه فى الشخصية، ولا أقيس بالمساحة مطلقا ولكن قياسى بالتأثير.
ما الأدوار التى لا تقبلين مطلقا تقديمها فى السينما؟
أرفض دائما الأدوار المكررة، فلا أحب تكرار نفسى مطلقا ولا أقدم شخصية غير مقتنعة بها لكنى مؤمنة فى النهاية بأننى فنانة، ويجب أن أجسد كافة الشخصيات طيبة كانت أو شريرة، وأدوارى بلا شك لا تعبر عن شخصيتى أو أفكارى أو حياتى الشخصية.
هل غادة عادل تنتمى للمدرسة العفوية فى الأداء؟
كثيرون يقولون لى ذلك، ومنهم الفنان عادل إمام، حينما مثلت أمامه، وهو مدرسة فى الفن نتعلم منها، وبمناسبة العفوية التى ذكرتها قال عنى البعض فى التجربة التى أقدمها كمذيعة فى برنامج "تعشبشاي" أننى مذيعة عفوية أحاور ضيوفى بسلاسة وعلى الطبيعة.
قرأت لكِ تصريحا بأنك خجولة فى المشاهد الرومانسية؟
هذا حقيقى فأنا أخجل جدا فى تلك المشاهد وأعتبرها أصعب المشاهد التى أقدمها إن قدمتها، ولكنى حاليا اكتسبت خبرة كبيرة وثقة بالنفس، فقد كنت فى البداية أخاف من قبول الأدوار الصعبة والمختلفة؛ لأنى خجولة، وتعرضت بسبب ذلك لاتهامات بالكسل وعدم رغبتى فى بذل مجهود، إلا أنى مع الوقت تعلمت من أعمالى، ولا أنسى دور زوجى المخرج مجدى الهوارى الذى دعمنى كثيرًا، وهو أكثر من أفادنى فى شغلى، ودائما أنا بالنسبة له الأهم، ويتمنى لى النجاح أكثر منه، وما زالت أنا عنده رقم واحد فى أولوياته وأدين له بفضل كبير بعد الله".
مَن من النجوم تتمنين تكرار العمل معه فى السينما؟
كريم عبد العزيز؛ لأن الجمهور مازال يتذكر فيلم "الباشا تلميذ" وحالة النجاح الذى حققه الفيلم حتى الآن، والذى كان السبب فى حبى للسينما وحرصى على التواجد فيها ومواصلة المشوار، وأيضا أتمنى العمل مع أحمد السقا والأستاذ عادل إمام أيضا أتمنى الوقوف أمامه مرة أخرى فى السينما.