نجحت النجمة درة فى جذب الجمهور لها بعد عرض الحلقات الأولى من مسلسلها الجديد "الشارع اللى ورانا"، الذى يعرض حاليًا على شاشة الـcbc، والتى تخوض من خلاله أولى بطولالتها مع الفنانان الكبيران لبلبة وفاروق الفيشاوى، حيث تميزت الفنانة التونسية "درة"، فى إتقان دور المريضة النفسية التى تحمل الكثير من الإثارة والغموض، وفى حوارها مع "عين"، كشفت درة عن كواليس العمل وسبب اختيارها لشخصية "نادية" بالمسلسل.
ما سبب اختيارك لشخصية "نادية" فى "الشارع اللى ورانا" وهل كنتِ تتوقعين هذا النجاح؟
طبعاً كنت بتمنى نجاح المسلسل ويمكن أكثر من ذلك، ولكن كنت خائفة فى البداية ولا أعلم هل ستلقى هذه النوعية من الأعمال الدرامية إعجاب الجمهور أم لا، ولكن حينما نقدم عملا فنيا، ونبذل فيه جهدا كبيرا، وفى نفس الوقت مقتنع به بنتوقع النجاح، فأنا فخورة بالعمل الذى قدمته، وكذلك جميع الممثلين والقائمين على مسلسل "الشارع اللى ورانا"، وحينما قرأت سيناريو "الشارع اللى ورانا" وشخصية نادية تحديداً اتعلقت بها جداً وأول ما بدأت تصوير عشت مراحل حياة نادية والحالة بشكل كامل، ولو الفنان قدم أى عمل فنى بصدق فإنه يصل للجمهور بطريقة سريعة، ولكن يظل بداخلى خوف حتى الآن.
هل جلستى مع أشخاص مرضى نفسيين لتقديم دور "نادية"؟
نعم جلست مع مرضى نفسيين كثيرين، ولكن ليس لكى أتعلم منهم شيئا، ولكنى ذاكرت "نادية" باحتراف كحالة وليس شخص بعينه، ولم أقلد شخصا مريضا نفسيا بعينه أو لديه قصة بعينها فقدمناها بشكل عمل درامى، ولكنى بشكل عام كممثلة أهتم بجميع الشخصيات المختلفة فى الحياة، وأهتم بعلم النفس، وكانت لدى اهتمامات بمواضيع فلسفية كثيرة، وغير مشروط أن أقدم شخصية بها غموض كبير أكون جلست مع شخصية شبيهة لها فى الواقع لكى أتعلم منه وأقلده فى التليفزيون مثلاً، وكل إنسان فينا مريض نفسى ومرضه يختلف عن الآخر، وأنا أستوحى الإحساس والأداء من الشخصية التى أجسدها، وهى "نادية"، المكتوبة على ورق وأحولها إلى لحم ودم.
درة
هل هناك قصص اعتمدتى عليها لتقديم نادية.. وهل شخصيتك بالمسلسل مريضة نفسية أم مجنونة؟
أنا شاهدت أفلاما سينمائية ورأيت أنماطا مختلفة، وانا من عشاق السينما وخصوصا السينما الأجنبية، كما رأيت ممثلات يقدمون نفس حالة نادية، ولكن بشكل وقصة مختلفة ومرضها مختلف، ولم أكن أقصد أن أقلد فنانة بعينها أو فنانا معينا، ولكن القصة الذى كتبها حاتم حافظ ليست قصة معروفة، ونحن نقوم بتحويلها لعمل درامى، فأشاهد الأصل لكى آخذ خلفية عنها، ولكن كل إنسان لديه مخزون فى تفكيره، والمخ يخزن أشياء شاهدها من تجارب الحياة سواء معه، ومر بها أو مع غيره، وكلمة مريضة نفسية هى مرادف لكلمة مجنونة، وليس هناك فرق بينهم وكل شخص سوى مثل "نادية" يتعرض لفترة لمواقف صعبة أو أزمات نفسية ويكون مريض نفسى بشكل أو بآخر، وفى الحلقات المقبلة ستكون هناك مفاجآت لم يتوقعها الجمهور.
بعد الأسبوع الأول من عرض المسلسل هناك فئة من الجمهور اشتكت من غموضه بخلاف مسلسلى "سابع جار" و"أبو العروسة".. فهل هذا الغموض أحد أسباب إقبال الجمهور عليه؟
أنا ضد المقارنات، خاصة التى بين أنواع مختلفة من المسلسلات، فمثلا "أبو العروسة" و"سابع جار"، لهما ردود أفعال معينة عند الجمهور؛ لأنهما بسيطان ومن نوعية الدراما الاجتماعية القريبة من الناس وبيشوفوا نفسهم فيها، مثل "حد بيتجوز وبيطلق وعيلة وحياة يومية"، ولكن مسلسل "الشارع اللى ورانا" هو نوع مختلف، وكانت لها ردود أفعال عظيمة، فهناك جزء من الجمهور يقول شعرًا فى المسلسل، ويتحدثون عن جميع العناصر كالإخراج والتصوير والممثلين والأداء، والموسيقى، فهناك انبهار غير متوقع الحقيقة، وهناك جزء آخر من الجمهور يشتكى من عدم فهم المسلسل بعد عرض الخمس حلقات الأولى، والعمل مكون من 45 حلقة وقائم على الغموض والتشويق وإذا فهمه الجمهور من الحلقة الأولى يعد هذا فشلا كبيرا، ولكن حدث العكس نجحنا فى أن تكون هناك تساؤلات حول المسلسل بشخصيات تقوم بتحليل العمل والشخصيات وتفكر ماذا يحدث فى الحلقات المقبلة، وكل هذا رد فعل إيجابى ونجاح للمسلسل.
درة فى الشارع اللى ورانا
هل كان لديكِ مخاوف من البطولة المطلقة قبل تقديم الشارع اللى ورانا؟
ليست عندى مخاوف من البطولة المطلقة، ولكنها طبعا مسئولية كبيرة، ولكن ليس هناك فنان يقوم بعمل وحده، والبطولة المطلقة أفكر فيها منذ فترة كبيرة، ولكن الفكرة ليست فى تقديم عمل أكون أول اسم فى المسلسل، ولكن لابد أن يكون قيّمًا ومشرفًا لى، وطوال حياتى لم أسع وراء البطولة المطلقة، وكانت تُعرض على أعمال سواء فى السينما أو الدراما، وكنت أعتذر عنها بسبب ضعف السيناريو وعناصره لم تكن مكتملة؛ لأن خطوة البطولة المطلقة صعبة، وهذا هو ما حمسنى لمشاركتى فى "الشارع اللى ورانا"، لأن عناصره مكتملة وجيدة.
ألم تقلقى من عرض مسلسل "الشارع اللى ورانا" خارج السباق الرمضانى؟
كنت قلقانة جداً لأن كان نفسى إن المسلسل يُعرض فى موسم رمضان؛ لأنه ليس أقل من أى عمل يعرض فى رمضان، خصوصًا أن إنتاجه ضخم وتكلفته عالية، وعادة المسلسلات التى تعرض خارج السباق الرمضانى تكون تكلفتها أقل؛ لأنها تباع للقنوات بتكلفة أقل، ولكن فى مسلسل "الشارع اللى ورانا" كسرنا تلك القاعدة والمسلسل تكلفته عالية، ولم يُبخل عليه، وصُرف عليه فى الديكورات والأزياء والجرافيك لطرحه خارج موسم رمضان، لخلق حالة جديدة.
والأهم فى أى عمل فنى أن يكون قيمًا لكى يعيش فى ذهن الجمهور، وفى كل الأحوال اتكتب فى تاريخى وتاريخ مجدى الهوارى وكل العاملين فى المسلسل أن هناك مسلسل بعنوان "الشارع اللى ورانا"، والجمهور لن يتذكر إذا كان العمل عرض فى رمضان أو خارج رمضان، ولا توجد قاعدة للمسلسلات فى العالم بتوقيت محدد لعرض أى مسلسل، وهناك أعمال حققت نجاحا كبيرا وقدم منها جزأين وثلاثة وأكثر، ولم تعرض فى شهر محدد، والمفترض أن شهر رمضان هو للعبادة وللروحانيات ونحن حولناه شهر للمسلسلات ليكون هناك جزء من الترفيه والتسلية، فالعمل الفنى غير مرتبط بعرضه فى رمضان أو لا، وبعد ما كنت متحمسة لعرضه فى رمضان وحزنت قليلاً إلا أننى كنت خاطئة، وقرار موفق أنه عرض خارج السباق الرمضانى ونفسى أن يكون فى اقتناع بهذه الفكرة.
هل مسلسل "الشارع اللى ورانا" غير من طريقة تفكيرك فى اختيار للأعمال المقبلة؟
آه أكيد طريقة تفكيرى ستختلف بعد ذلك، فى اختيارات الأعمال التى أقدمها الفترة المقبلة، ولن أتحدث عن الأعمال التى تعاقدت عليها وأقوم بتصويرها فى الوقت الحالى، ولكن فى الفترة المقبلة بعد انتهاء عرض "الشارع اللى ورانا"، أختار بحرص وعناية شديدة لتليق بنجاح "الشارع اللى ورانا".
ما سبب إقبالك على تقديم مسلسل تتصدره أحداث الرعب؟
أنا لم أقدم تجربة مرعبة و "الشارع اللى ورانا"، غير مصنف رعب ولكنه مصنف بـ سيكو دراما والرعب النفسى ثم إنه الممثل والنجم الحقيقى يقدم كل الأنواع والأنماط والمواضيع المختلفة، وقبلت المشاركة فى المسلسل؛ لأن القصة لفتت انتباهى وبها خيال ودور مختلف وليست قصة مرعبة، والجمهور ليس لديه كتالوج، ولكنه يحب العمل الفنى القيم والدسم، وممكن فكرة ونوعية "الشارع اللى ورانا"، أصعب تقبلها عند الجمهور، لأنه عادةً فى خارج رمضان الجمهور يميل للاعمال الاجتماعية والبسيطة والقريبة منه، ولكن اهتمام الجمهور بعمل مثل "الشارع اللى ورانا"، يعد مؤشرا لافتا، وأن يكون هناك تنوع ومواضيع جديدة على الدراما العربية، وهناك طبعاً مسلسلات قدمت قائمة على الغموض ونجحت بالفعل.
كيف كان التعاون بينك وبين النجمة لبلبة وفاروق الفيشاوى داخل كواليس العمل؟
لبلبة.. لا أجد الكلام الكافى للتعبير عنها وعن حبى لها فهى الفنانة الحقيقية الطفلة الكبيرة والصديقة والروح الجميلة والقلب الصافى والعشق والإخلاص والفن بعناصرة المكتملة.. ماما الهام مختلفة وعظيمة واستمعت بالتمثيل معها وكواليسنا كانت راقية ودافئة، أما الفنان فاروق الفيشاوى فيعجز لسانى عن الكلام الحقيقة فهو فنان قدير ومحترف والشاب دائما والأب.
درة
درة فى الشارع اللى ورانا
درة