"إبن الوز عوام".. هذا المثل الشائع بيننا نردده عندما نريد تشبيه ابن بوالده فى نفس المهنة والنجاح، وهى نفس المقولة التى استحقها الفنان محمد محمود عبد العزيز مع تعديل بسيط فيها لنقول عنه.. "ابن الساحر كبر".
أعلم جيدا أن كانت علاقة صداقة قوية كانت تجمع النجم الكبير الراحل محمود عبد العزيز بابنه محمد لقربهما الشديد من بعض بعيدا عن علاقة الأب وأبنه.. علاقتهما كانت كالأصدقاء وهى العلاقة الأقوى، وبهذا نستطيع أن نؤكد سبب "شرب" محمد التمثيل وبراعة التقمص من والده، وخصوصا فى الفترة الأخيرة.
قد شعرت عند مشاهدتى للجزء الثانى من مسلسل "الأب الروحى" بحالة نضج عالية له من خلال تجسيده شخصية "نوح" التى يقدمها فى أحداث المسلسل، والتى تعلن عن وجود ممثل متمكن يستطيع تمثيل أصعب الأدوار، معتمدا على موهبته الفطرية وتعبيرات الوجه أكثر من الحركة والانفعالات الزائفة، وبصراحة هناك عدد قليل جدا من الفنانين الشباب الذين ينجحون فى هذا النوع من الاداء ومحمد عبد العزيز على رأسهم.. ومنذ وفاة الساحر محمود عبد العزيز وجدت أن قوة الاداء فى الادوار التى قدمها محمد عبد العزيز تنمو بشكل أكبر من السنوات التى لا تتناسب مع عمره الفنى ومشاركته فى عدد محدود من الاعمال الفنية، ولذلك فإن حالة النضج الفنى التى وصل لها تتخطى عمره الفنى بجدارة.
من المؤكد أن فقدان فنان كبير بحجم الساحر لا يمكن أن يعوضه أحد لكن هذا الدور المختلف لابن الساحر يثبت أنه الوحيد الذى يستطيع أن يعيد اكتشاف نفسه وتقديمها من جديد للمشاهدين ولأهل الفن.
محمد محمود عبد العزيز نجح بالفعل فى التفوق على نفسه، وأنتظر منه الكثير والكثير فيما يأتى من أعمال فنية يشارك بها.