"مرحبًا بك، هل تود اللعب؟.. لا تقلق ليس هُناك أى أنواع من الضغط وإذ أردت الانسحاب قبل أن تصل إلى التحدى الأول عليك أن تخبرنى فقط".. بهذه العبارات تستقبل لعبة «الحوت الأزرق» ضحاياها من المراهقين، فبعد أن كشفت ياسمين حمدى الفخراني، نجلة النائب البرلمانى السابق حمدى الفخرانى عبر حسابها الشخصى بموقع التواصل الاجتماعى «فيس بوك»، أن شقيقها انتحر بسبب تلك اللعبة، انقلبت السوشيال ميديا رأسًا على عقب.
حيث سادت حالة من الخوف فى مصر بعدما أفادت تقارير بأن لعبة "الحوت الأزرق" على الإنترنت دفعت ابن "حمدى الفخرانى" النائب البرلمانى السابق إلى الانتحار بسبب اللعبة التى تقوم على سلسلة من التحديات.
وانتحر خالد (18 عاما)، ليكون بذلك الحلقة الأحدث فى ما يبدو أنه سلسلة من الحوادث والجرائم التى تم ارتكابها بدافع من اللعبة، بحسب تقارير.
ومصر ليست الدولة العربية الأولى التى تثار فيها مخاوف بشأن لعبة "الحوت الأزرق"، ففى الكويت، دشنت السلطات فى يوليو الماضى تحقيقا فى ثلاث حالات انتحار فى أقل من شهر يعتقد أنها مرتبطة باللعبة.
وبحلول ديسمبر الماضي، كانت لعبة الحوت الأزرق قد حصدت أرواح خمسة أطفال فى الجزائر، بينما نجا آخرون من الموت بحسب التقارير.
وخلف ذلك حالة هلع حقيقية فى أوساط الأسر الجزائرية، وسط تساؤلات عن كيفية الوقاية من هذه اللعبة الخطيرة.
وفى فبراير الماضي، حذرت منظمات مدافعة عن الطفولة فى تونس من تنامى خطر لعبة "الحوت الأزرق" مع رابع حالة انتحار بين الأطفال بسببها.
وكانت الشرطة فى مدينة سوسة قد تدخلت لإنقاذ طفلة (12 عاما) من الموت حينما كانت تهم بالخوض فى مياه البحر بملابسها تنفيذا لتعليمات لعبة على هاتفها المحمول.
ظهرت هذه اللعبة فى روسيا فى عام 2013، وكانت محدودة الانتشار حتى عام 2016 عندما انتشرت بين الشباب والمراهقين هناك على نطاق واسع.
وبعد ذلك وقعت حالات انتحار تم ربطها باللعبة، وهو ما خلق حالة من الذعر فى روسيا، وتم اتهام مخترع هذه اللعبة، وهو روسى يدعى فيليب بوديكين ويبلغ من العمر 21 عاما، بتحريض نحو 16 مراهقة على الانتحار، وقد ألقت السلطات القبض عليه، ومثُل أمام القضاء الذى أدانه وحكم عليه بالسجن.
ويسود اعتقاد بأن مصمم اللعبة استوحى اسمها من إقدام الحوت الأزرق فى بعض الحالات على "الانتحار"، وذلك باتجاهه إلى الشاطئ.
وبدأ بوديكين فى التلاعب بضحاياه عبر هذه اللعبة، فى لقاء نادر أجرته قناة "REN-TV" الروسية معه قبل القبض عليه، قال بوديكين إن ما فعله كان إنقاذا لضحاياه من التعاسة التى كانوا يعيشون فيها بالفعل، وجعل حياتهم اكثر سعادة، ويجعلهم يدركون مشكلتهم الحقيقية أنهم يجب أن يغادروا حياتهم.
الأكثر من هذا أن بوديكين وعد من يلعبون اللعبة بالسعادة الأبدية فى الجنا، حيث أخبر الضحايا بقوله: "سأجمعكم جميعا فى مكان واحد فى السماء".
فى المقابلة نفسها يحكى بوديكين، أنه كان يطلب من الذين يقدمون على قتل نفسهم، أن يتخلصوا من جميع الوسائل التى يمكن من خلالها للمحققين الوصول لسر انتحارهم، وهو ما جعله بعيدا عن الأعين لسنوات، لكن أحد الفتيات ذات عمر 15 عاما لم تمسح حسابها على موقع التواصل الاجتماعى VK، وهو ما قاد المحققين فى النهاية للوصول إليه.
أما فى لقاء مع صحيفة "بطرسبرج" سؤل بوديكين، إن كان قد دفع المراهقين نحو الانتحار فعلا، فأجاب بفخر: "نعم لقد فعلت، لكن لا تخافوا، ستفهمون ما فعلته يوما ما، لقد ماتوا سعداء، لقد وهبتهم مالم يحصلوا عليه طوال حياتهم، الفهم الجيد والعلاقات الإنسانية القوية".
وتتكون اللعبة من 50 مهمة، تستهدف المراهقين بين 12 و16 عاماً، وبعد أن يقوم الشخص بالتسجيل لخوض التحدي، يُطلب منه رسم حوت على ذراعه بأداة حادة، ثم تتوالى المهمات التى يتم تكليف اللاعبين بها حتى يصلوا إلى التحدى الرئيسى وهو الانتحار بطرق مختلفة.
كما أصدرت دار الإفتاء المصرية فتوى بتحريم المشاركة فى هذه اللعبة القاتلة، وذكرت دار الإفتاء أن اللعبة تطلب ممن يشاركون فيها اتباع بعض الأوامر والتحديات التى تنتهى بهم إلى الانتحار، وهو ما وقع فيه الكثير من المراهقين مؤخراً فى مصر وعدد من دول العالم.
وطالبت الإفتاء من استدرج للمشاركة فى اللعبة أن يسارع بالخروج منها، وناشد الآباء بمراقبة سلوك أبنائهم وتوعيتهم بخطورة هذه الألعاب القاتلة، مهيبةً بالجهات المعنية تجريم هذه اللعبة، ومنعها بكل الوسائل الممكنة، لما تمثله من خطورة على الأطفال والمراهقين.