"ستكون مشاهد جنازتى مؤثرة لكن لن أرها للأسف برغم أننى سأحضرها بالتأكيد"، كانت كلمات عابرة خطها العراب الراحل، أحمد خالد توفيق، فى إحدى روايته التى تعد من أهم الأعمال الأدبية الموجهة للشباب والمراهقين خلال العقود الماضية، وبالفعل كانت جنازته يوم الثلاثاء الماضى مؤثرة، فقد ازدحمت ازدحاما شديدا بمحبيه من جيل الشباب الذى تربى على رواياته وقصصه.
وكان ضمن إحدى كتاباته كتب قائلا: "فى النهاية أنت تتجه إلى النهر المظلم، النهر الذى عبره كثيرون من قبلك ولم يعودوا، سوف تعبر إلى الجانب الآخر وياترى كعادة البش هل سينساك الجميع"، بالنظر إلى هذه العبارة التى كتبها الراحل، وجنازته التى حضرها آلاف الشباب نجد أنهم لم ينسوه أبدا.
وعقب جنازة مهيبة ووداع حزين شارك فيه الآلاف من محبيه وقرائه وتلامذته، حرص محبو الكاتب والروائى الراحل أحمد خالد توفيق على تنفيذ وصيته ووضعوا على قبره ورق دون عليها عبارة "جعل الشباب يقرأون"، تنفيذًا لوصيته، كما وجهوا إليه الشكر والامتنان على ما تعلموه من كتاباته.
حيث وردت الوصية لأحمد خالد توفيق ضمن إحدى كتاباته "أنا أقوم بتسليتك بأقل تكلفة وأقل قدر من التنازلات، لا أريدك أن تهرب منى، هناك عبارة يقولها (ر. ل. شتاين): أريد أن أكتب على قبرى " جعل الأطفال يقرأون " أما أنا فأريد أن يُكتب على قبرى "جعل الشباب يقرأ".
ومن الغرائب أيضا أن الكاتب الكبير تنبأ بموعد وفاته، بأحد أعماله الأدبية وهى كتاب قهوة باليورانيوم حيث قال بعد تعرضه لأزمة صحية إنه كان من الممكن أن يكون يوم وفاته يوم الثالث من إبريل بعد الظهر، ليرحل عن عالمنا فى نفس التاريخ والتوقيت ليلحق ببطل رواياته رفعت إسماعيل والذى حظى بوفاة مشابهة خلال الجزء الأخير من روايات ما وراء الطبيعة أسطورة الأساطير.
وتعد أعماله الأدبية علامات بارزة فى تاريخ الأدب العربى ومن بينها سلاسل ما وراء الطبيعة، فانتازيا، سافارى"، وصدر له روايات "نادى القتال، يوتوبيا، السنجة، مثل إيكاروس، فى ممر الفئران".
كما صدر له عدد من المجموعات والقصص القصيرة منها " قوس قزح، عقل بلا جسد، حظك اليوم، الآن نفتح الصندوق، الآن أفهم، لست وحدك"، كما صدر له عدد من الإصدارات الأخرى " قصاصات قابلة للحرق، اللغز وراء السطور، ولد قليل الأدب".
وكان الروائى الشهير توفى مساء الثلاثاء 3 إبريل الماضى عن عمر ناهز 55 عامًا، فى مستشفى الدمرداش، وسط صدمة تلامذته ومحبيه الذين نعوه عبر مواقع التواصل الاجتماعى وشاركوا بتشييع جنازته.
أحمد خالد توفيق من مواليد عام 1962، وهو مؤلف وروائى وطبيب، وحقق شهرة كبيرة فى مجال أدب الرعب والفانتازيا، ولقب بـ"العراب".