فنان من طراز خاص.. حجز لنفسه مكانة خاصة فى قلوب محبيه، واستطاع ببساطته وأدائه وعفويته، وابتسامته المعتادة التى اشتهر بها وتلون أدواره الفنية منذ ظهوره فى منتصف السبعينيات، نجح فى التربع على عرش النجومية، ويحظى بقاعدة جماهيرية كبيرة، إنه الفنان يحيى الفخرانى، الذى هجر الطب رغم حصوله على درجة الماجستير، ليصبح أشهر نجوم الفن فى الوطن العربى.
قدم الفنان يحيى الفخرانى الكوميديا بشكل مختلف منذ بداياته ومشاركته فى بطولة فوازير رمضان، التى حملت "فوازير المناسبات" عام 1988 وتناولت فى حلقاتها سؤال بشكل يومى وخلال 30 يوم عن مناسبة اجتماعية معينة، يتم تجسيدها وتمثيلها من خلال قصة كوميدية، وفى نهاية كل حلقة استعراض عن المناسبة.
وفى فيلم "الكيف" على الرغم من تجسيده لشخصية د.صلاح أبو العزم، الذى فشل فى تغيير أخوه جمال "محمود عبدالعزيز"، إلا أنه قدم فى العمل الكوميديا بشكل مغاير مع شقيقه محمود عبد العزيز المطرب فى فرقة شعبية لإحياء الأفراح، حيث يحاول شقيقه الكيميائى "صلاح" إقناع جمال بالإقلاع عن المخدرات فيقوم بإعطائه قطعة حشيش تم تصنيعها فى المعمل من مواد عطارة غير ضارة، وينصحه باستخدامها وتقديمها لأصدقائه بدلًا من الحشيش للحفاظ على صحتهم، يعرض جمال القطعة المصنعة على أحد تجار المخدرات فيقوم التاجر بدوره بتوصيلها إلى رئيس العصابة، الذى تعجبه هذه التركيبة، ويقرر أن يضيف إليها نسبة من مادة مخدرة، تطرح التركيبة فى السوق وتنال استحسان زبائن المخدرات.
وفى مسلسل "يتربى فى عزو" الذى كتبه السيناريست يوسف معاطى، وأخرجه مجدى أبو عميرة، حصد الفنان شهرة واسعة وقت عرضه، لأنه كما وصفه الكثير من النقاد والجمهور بأنه أكثر أعمال الفخرانى اختلافًا، خاصة بالكاريكتر، الذى قدمه من خلال الشخصية وعلاقته بـ"ماما نونا" الراحلة كريمة مختار، التى أدت الدور بتمكن كعادتها.
وفى إطلالة كوميدية أخرى للفخرانى من خلال مسلسل "ابن الأرندلى" عام 2009، للكاتب وليد يوسف والمخرجة رشا شربتجى، وهو العمل الذى صيغت الكوميديا فيه بشكل مختلف عن كل الأعمال السابقة للفخرانى، إلا أنه قوبل ببعض الرفض من الجمهور، الذى لم يتقبل فكرة أن يكون الفخرانى شخصًا يحمل صفات سيئة، وهو ما لم يعتادوا عليه منه.
ولد يحيى الفخرانى فى 7 أبريل عام 1945م بمدينة المنصورة بمحافظة الدقهلية، حصل على بكالوريوس الطب والجراحة من كلية الطب بجامعة عين شمس، هو متزوج من الكاتبة وطبيبة النساء لميس جابر، وأنجبا ولدين شادى وطارق.
وقد مارس الفخرانى مهنه الطب عقب تخرجه لفترة قصيرة كممارس عام فى صندوق الخدمات الطبية بالتليفزيون وكان ينوى التخصص فى الأمراض النفسية والعصبية، إلا أنه اتجه إلى الفن الذى ارتبط به فى البداية كهواية أثناء دراسته بالجامعة وحصل على جائزة أحسن ممثل على مستوى الجامعات المصرية.
وحصد الفنان يحيى الفخرانى خلال مشواره الفنى على العديد من الجوائز، التى تصل إلى حوالى 50 جائزة، حيث حصل على جائزة مهرجان قرطاج السينمائى الدولى عن فيلم "خرج ولم يعد" عام 1984م، وجائزة الدولة التشجيعية فى الفنون من المجلس الأعلى للثقافة عام 1993م، كما حصل على جائزة المركز الكاثوليكى عن فيلم "عوده مواطن" عام 1984م, وعن فيلمى "امرأتان ورجل" و"الأقزام قادمون" عام 1988م.
بالإضافة إلى جائزة مهرجان القاهرة للإعلام العربى، وجائزة التفوق فى التمثيل من المهرجان القومى الرابع للأفلام الروائية عن فيلم “أرض الأحلام”، وجائزة مصطفى أمين وعلى أمين عن مسلسل “ليالى الحلمية” عام 1993م.