"ليس كل ما يتمناه المرء يدركه" هى المقولة على تنطبق على الشاعر الرحل مأمون الشناوى الذى كان يتمنى أن تقدم أغنية "أدى الربيع" التى كتبها بصوت كوكب الشرق أم كلثوم، ولكنها ذهبت إلى ملك العود المطرب فريد الأطرش، لتبقى واحدة من أهم الأغنيات التى قدمت للربيع، وما زالت عالقة فى أذهان الجمهور كما كانت قد حققت نجاحا كبيرا وقتها.
فقد كان قد عرض مأمون الشناوى الأغنية على كوكب الشرق أم كلثوم الذى كان يتمنى أن يتعاون معها، لكن الأخيرة طلبت منه اجراء بعض التعديلات على الأغنية ولم تقابلها بالحماس الذى كان يتوقعه رغم أنها كانت تنوى غنائها ولكن بالشكل الذى تريده، وهو الأمر الذى ترك فى نفسه حالة من الضيق.
ولكن كان القدر يجهز له شيئا آخر، فبعد الجلسة التى لاجمعته مع أم كلثوم داخل بيتها للحديث عن الأغنية، خرج وهو مشغول برأيها ليقابل فى طريقه فريد الأطرش الذى كان يسكن فى مكان قريب من منزلها، ويشاء القدر أن يتحدث معه الشناوى عن ما يغضبه، وطلب فريد الشناوى منه أن يسمع الأغنية التى نالت إعجابه وأخذها لنفسه وحققت نجاحا كبيرا، بعدما أصبحت من نصيبه.
وقدمها فريد الأطرش لأول مرة فى حفل غنائى ضمن حفلات شم النسيم، وأصبحت الراعى الرسمى فيما بعد لأعياد الربيع وشم النسيم.